الحسيمة – انفتحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة على جيل جديد من المشاريع الحديثة التي تساهم في الرفع من قابلية تشغيل الشباب وتوفير فرص شغل قارة لعدد من الخريجين والطاقات الشابة المختصة بالإقليم. ويهدف برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، الذي يستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و 45 سنة إلى إطلاق جيل جديد من المبادرات وتعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب عبر المساهمة في خلق فرص الشغل وتيسير التشغيل الذاتي. من ضمن المشاريع الرائدة التي رأت النور بإقليمالحسيمة في إطار هذا البرنامج مقاولة بادو زهير لإصلاح آلات التبريد وصيانة الأجهزة الإلكترومنزلية بإمزورن، ومقاولة أولاد المدني السهلي لنجارة الألومنيوم بالحسيمة، واللتين أنجزتا بشراكة بين عمالة إقليمالحسيمة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والجمعية الإقليمية لدعم أنشطة القرب. عن مقاولته المتخصصة في إصلاح آلات التبريد وصيانة الأجهزة الإلكترومنزلية كهربائية، يقول زهير بادو، ذو ال40 ربيعا والحاصل على دبلوم تقني متخصص من معهد التكنولوجيا التطبيقية بالحسيمة والذي راكم تجربة كبيرة في هذا المجال، أن ورشته تعنى بالخصوص بصيانة وإصلاح جميع الأجهزة المنزلية كالثلاجات وآلات الغسيل وآلات التبريد والتكييف بجميع أنواعها، فضلا عن مكيفات السيارات والأفران. وأضاف زهير، الذي قضى فترة سجنية ناهزت 15 سنة وأطلق سراحه سنة 2019، والحاصل مؤخرا على شهادة الإجازة في القانون الخاص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع الذي رأى النور بتاريخ 17 غشت من العام الجاري بمبلغ إجمالي ناهز حوالي 55 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة بنحو 50 ألف درهم، يحمل في طياته آفاقا واعدة ويسير على نحو جيد رغم الظروف والإكراهات المتعلقة بتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19). عن طبيعة العمل بالورشة التي يستفيد منها ثلاثة أشخاص، يوضح بادو زهير الذي تحدى جميع الصعاب، أن ما يميز عملنا هو المزج بين الاشتغال أحيانا داخل الورشة، أو التنقل بين الفينة والأخرى إلى منازل الزبائن لتقديم الخدمات اللازمة بعين المكان، معربا عن أمله في المضي قدما بالمشروع وتوسيع مجال اشتغاله باستقطاب زبائن جدد ومقاولات كبرى بالإقليم. مشروع آخر لا يقل أهمية هو ورشة مقاولة أولاد المدني السهلي لنجارة الألومنيوم بمدينة الحسيمة التي رأت النور بتاريخ 19 غشت 2020، بمبلغ إجمالي ناهز 64 ألف درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 50 ألف درهم، واستفادت من تجهيزات ومعدات للتسيير، كي تفتح لهذا الشباب الثلاثيني الطموح آفاقا جديدة وواعدة للتشغيل الذاتي والاندماج في محيطه السوسيو اقتصادي . بنبرة ملؤها التفاؤل والثقة، يقول أولاد المدني، لطالما حلمت بالحصول على فرصة لإقامة مشروعي الخاص الذي سيفسح لي مجالا رحبا لإثبات ذاتي وتحقيقي أحلامي وطموحاتي، وها هي الفرصة حانت لإنجاح هذا المشروع الذي أطمح من خلاله إلى الإسهام في خلق فرص الشغل وتنمية المنطقة. وأعرب أولاد المدني، الذي راكم تجربة غنية ومتنوعة في مجال نجارة الألومنيوم امتدت سنوات عديدة، عن امتنانه الكبير للسلطات المحلية لإقليمالحسيمة وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ودعم ومواكبة الشباب حاملي المشاريع في تلبية انتظاراتهم. هي إذن مشاريع رائدة ستسهم، من دون أدنى شك، في الإدماج الاقتصادي لشابات وشباب إقليمالحسيمة وتحسين مستوى عيشهم والرفع من قابلية التشغيل لديهم، فضلا عن خلق قيمة مضافة حقيقية على المستوى المحلي. وتشمل مجالات تدخل برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، على الخصوص، دعم إحداث المشاريع المدرة للدخل ومواكبة المشاريع قبل وبعد إحداثها لتدليل الصعوبات التي تعيق استمرارية المشاريع الممولة لفائدة الشباب. وبلغ عدد المشاريع التي صادقت عليها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحسيمة ضمن هذا البرنامج، برسم سنتي 2019 و 2020، 42 مشروعا، أنجز منها حتى الآن 16 مشروعا فيما يوجد 26 مشروعا في طور الإنجاز.