حضور وازن وعطاء غزير بصم عليه الفاعل الثقافي والمسرحي فؤاد البنوضي الذي كرس جهوده لخدمة قطاع الثقافة، والمسرح تحديدا، بالحسيمة والارتقاء به إلى أعلى المراتب. فعلى مدى عقدين من الزمن، كانت لفؤاد البنوضي، والذي رأى النور في مدينة أورليون بفرنسا في أواخر سنة 1978 وقضى بها نحو 7 سنوات مع أسرته قبل العودة للاستقرار بموطن أصول عائلته بتارجيستبإقليمالحسيمة، إسهامات وافرة في إرساء أسس أب الفنون إلى جانب ثلة من الأساتذة والأطر والفاعلين الثقافيين بالإقليم. الشرارة الأولى لشغفه بالمسرح، يقول البنوضي في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كانت في سن مبكرة أثناء الدراسة الابتدائية بمدرسة عبد الكريم الخطابي بتارجيست، حيث كان دائم المشاركة في الأنشطة الثقافية والمسرحية والفعاليات المقامة في المناسبات الوطنية لإبراز طاقاته الإبداعية في مجالي التشخيص والمسرح، واستمر على هذا النحو خلال مرحلة الإعدادي والثانوي بكل من إعدادية الحسن الثاني وثانوية تارجيست التأهيلية. وتابع فؤاد البنوضي، الذي التحق بعد حصوله على البكالوريا في العلوم التجريبية بمدرسة تكوين المعلمين سنة 1997، أن اشتغالي بقطاع التعليم زادني شغفا وتعلقا بالمسرح، فكنت لا أفوت الفرصة لتنظيم أنشطة ثقافية وفنية في المؤسسة حيث أشتغل، بما في ذلك المشاركة في مهرجانات محلية وجهوية ووطنية للمسرح المدرسي. شغفه الكبير بالمسرح قاده للالتحاق بالمكتب المسير لفرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة سنة بعد تأسيسها عام 2004 على يد خيرة من الكفاءات الثقافية، وهي مرحلة جديدة ركز فيها على الاشتغال في مسرح الهواة وإنتاج أعمال مسرحية موجهة للأطفال الصغار والشباب، تم عرضها في محافل محلية وجهوية ووطنية. وأوضح البنوضي أن تكاثف جهود أعضاء فرقة ثيفسوين مكن من إنتاج أعمال مسرحية بصمت المشهد الثقافي، من بينها مسرحية "تسليب ن وزرو" التي نالت دعم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وعرضت في مهرجانات بالمغرب وبالخارج ولقيت استحسان الجماهير. ومضى البنوضي قائلا "بعد إشرافي على إدارة فرقة ثيفسوين سنة 2010، تم خلال السنة ذاتها إنتاج مسرحية "توت نين زو" التي ألفها الكاتب المسرحي سعيد أبرنوص، ونالت دعم وزارة الثقافة الخاص بالإنتاج، تلتها مسرحية "عمار الليل" سنة 2013 التي نالت الدعم الخاص بالإنتاج والترويج لوزارة الثقافة"، مبرزا أن "ثيفسوين" كانت أول فرقة مسرحية من إقليمالحسيمة تحصل سنة 2015 على دعم التوطين المسرحي، الذي يمنح لفرق مسرحية معدودة على المستوى الوطني، ويهم بالخصوص تنشيط المراكز الثقافية وخلق حركية دائمة داخل هذه المراكز. وتوالت الأعمال المسرحية بعد ذلك بإنتاج مسرحية "ترينكا" للمخرج أمين هوادة وسينوغرافيا عبد المجيد الهوس سنة 2015، التي نالت إعجاب الجمهور، تلتها مسرحية "بيريكولا" سنة 2016 التي حازت على العديد من الجوائز الوطنية وشاركت في عدة محافل دولية ونالت أربع جوائز خلال المهرجان العربي للشباب بوجدة، بالإضافة إلى العرضين المسرحيين المتميزين "باركيغ" و"إيتسوض عاوض" سنة 2017. وأبرز البنوضي أن فرقة ثيفسوين، التي تشارك بانتظام منذ سنة 2015 في المهرجان الوطني للمسرح وتستعين بتقنيات جديدة لتقريب العروض المسرحية من الجمهور، قررت سنة 2019 الانفتاح على الفنانين المتميزين لطيفة أحرار وطارق الربح في العمل المسرحي الرائع "دون قيشوح"، وهي الآن بصدد الاشتغال في إطار شراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس على مسرحية "شاطارا" التي سيتم عرضها أمام الجمهور فور فتح أبواب المسارح مجددا. وإلى جانب انخراطه القوي والفعال في فرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي، ساهم فؤاد البنوضي في تأسيس وتنظيم عدد من التظاهرات الثقافية الكبرى بالحسيمة، كمهرجان فنون الشارع بمدينة تارجيست ومهرجان تيفاوين لمسرح الطفل ومهرجان النكور للمسرح الذي أطفأ شمعته العاشرة وساهم في خلق حركية ودينامية متميزة بمدينة الحسيمة. واعتبر الفاعل المسرحي أن إقليمالحسيمة تعزز مؤخرا ببنيات ثقافية متميزة، اكتمل إنجازها أو اقترب من ذلك، كالمسرح الكبير للحسيمة والمعهد الموسيقى والمركز الثقافي لإمزورن والمراكز الثقافية لبني بوعياش وتارجيست وإكاون وإساكن، مما يجعل الإقليم في أتم الاستعداد لاحتضان كبريات التظاهرات الثقافية والفنية كالمهرجان الوطني للمسرح وغيره من الفعاليات. وأعرب عن الأمل في أن تسهم هذه المنشآت المتميزة إلى جانب دار الثقافة الأمير مولاي الحسن في تعزيز الدينامية الثقافية بالإقليم وتوسيع نطاق الأنشطة الثقافية والمسرحية والفنية، مؤكدا على ضرورة توفير الموارد البشرية المؤهلة لضمان حيوية هذه المراكز واشتغالها بكل أريحية.