بدأت الحياة تدب من جديد، اليوم الخميس، في مختلف مناطق المملكة، بعد بدء سريان الإجراءات والتدابير المؤطرة للمرحلة الثانية من "مخطط تخفيف الحجر الصحي" التي أقرتها السلطات العمومية، أخذا بعين الاعتبار ضرورة تحقيق التوازن بين تطورات الوضعية الوبائية في المملكة ومتطلبات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وقد لوحظ منذ الساعات الأولى من الصباح استئناف العديد من الأنشطة التي كانت متوقفة على مدى أزيد من ثلاثة أشهر امتثالا للحجر الصحي الذي تم فرضه بهدف التصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد. وس جل التحاق العاملين بالأنشطة التجارية والخدماتية ،التي كانت متوقفة إلى حدود أمس، بمقرات عملهم في المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات وقاعات الحلاقة والتجميل، وكلهم شغف لاستئناف أنشطتهم والعودة إلى وتيرة حياة طبيعية، لكنها ستبقى خاضعة لشروط محددة، أهمها عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، وارتداء الكمامات الواقية واحترام قواعد النظافة العامة وكذا التباعد الجسدي. ولم يتردد الزبناء الأوفياء للمقاهي في ارتشاف قهوتهم الصباحية بعين المكان، في حين ينتظر الكثيرون موعد وجبتي الغذاء أو العشاء لتناولها بمطاعمهم المفضلة، بعدما تم السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية. وعلى صعيد النقل الجوي الداخلي، تم صباح اليوم استئناف الرحلات الداخلية برحلة تربط بين مدينتي الداخلة والدار البيضاء. كما تم استئناف رحلات قطارات الخطوط "البراق" والأطلس التي تؤمن الربط بين المدن، وتعزيز وتيرة القطارات المكوكية السريعة، وذلك في احترام لتدابير السلامة الصحية. وبخصوص النقل الطرقي، سجلت المحطات الطرقية صباح اليوم إقبالا كثيفا للمواطنين الراغبين في السفر إلى وجهات متعددة. وبدأت الفضاءات العمومية بالهواء الطلق، من منتزهات وحدائق وأماكن عمومية، في استقبال روادها بمجرد فتحها، حيث تقاطر عليها العديد من المواطنين، مصحوبين بأطفالهم، الذين جاؤوا للمرح والاستمتاع باللعب بعد ثلاثة أشهر قضوها داخل المنازل. كما استأنف الكثيرون ممارسة أنشطتهم الرياضية الفردية بالهواء الطلق، كالمشي واستعمال الدراجات الهوائية. غير أن تخفيف الحجر الصحي لا يجب أن ينسينا المسؤولية الملقاة على المواطنين والمواطنات من أجل إنجاح تنزيل مختلف الإجراءات المؤطرة للمرحلة الثانية من "مخطط تخفيف الحجر الصحي"، وذلك من خلال مواصلة التزامهم الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية.