أحرز ليفربول الإنكليزي لقب كأس العالم للأندية في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على فلامنغو البرازيلي 1-صفر بهدف في الوقت الإضافي لمهاجمه البرازيلي روبرتو فيرمينو، بعد تعادلهما في الوقت الأصلي للنهائي الذي أقيم السبت في ختام النسخة السادسة عشرة في قطر. وتفوق حامل لقب دوري أبطال أوروبا ومتصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز على منافسه بطل البرازيل وحامل لقب مسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، بفضل هدف فيرمينو (99)، ليتوج على ستاد خليفة الدولي بطلا في مشاركته الثانية في مونديال الأندية، بعد خسارته أمام ساو باولو البرازيلي في نهائي عام 2005. وكان فيرمينو نفسه قد أوصل ليفربول للنهائي، بتسجيله هدف الفوز (2-1) على مونتيري المكسيكي في الدقيقة 90+1 من مباراة الدور نصف النهائي، بعيد دخوله بديلا في الدقائق الخمس الأخيرة. واختير المهاجم البرازيلي أفضل لاعب في النهائي، بينما نال زميله المصري محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في البطولة. وهي المرة الأولى التي يتوج فيها النادي الأحمر بطلا للعالم في تاريخه الممتد ل127 عاما، وبات ثاني فريق إنكليزي يحرز لقب هذه البطولة بصيغتها الحالية، بعد مانشستر يونايتد عام 2008. وأصبح مدرب ليفربول يورغن كلوب أول ألماني يرفع كأس المسابقة في صيغتها الجديدة المعتمدة منذ 2005 (سبعة فرق هي أبطال القارات الست إضافة الى بطل البلد المضيف)، وانضم الى مواطنيه اللذين سبق لهما إحراز لقب بطل العالم، وهما ديتمار كرامر (1976 مع بايرن ميونيخ تحت مسمى كأس انتركونتيننتال، وأوتمار هيتزفيلد مع البافاري أيضا عام 2001). وإضافة الى خسارته نهائي مونديال الأندية عام 2005 بنتيجة صفر-1 أمام ساو باولو، فشل ليفربول مرتين في رفع كأس انتركونتيننتال، وذلك بخسارته أمام فلامنغو عام 1981، وإنديبينديينتي الأرجنتيني في 1984. ويقدم ليفربول في الأشهر الأخيرة أداء هو الأفضل له في الأعوام الأخيرة، اذ توج نهاية الموسم الماضي بطلا لدوري الأبطال للمرة السادسة في تاريخه، ورفع كأس السوبر الأوروبية، ويبدو قريبا أكثر من أي وقت مضى لإحراز لقب بطولة إنكلترا للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، اذ يتصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحقيه ليستر سيتي. – البداية السريعة لكل شوط – وكان ليفربول قد فاز على مونتيري 2-1، بينما تغلب فلامنغو على الهلال السعودي 3-1 في مباراتي نصف النهائي الثلاثاء والأربعاء. ودفع كلوب بتشكيلته الأساسية المعتادة تقريبا (باستثناء الغائبين للإصابة)، معيدا إليها قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك بعد غيابه عن نصف النهائي بسبب وعكة صحية، وبدلاء المباراة الأولى الظهير الأيمن ترنت ألكسندر-أرنولد والمهاجمان السنغالي ساديو مانيه وفيرمينو. في المقابل، اعتمد مدرب فلامنغو البرتغالي جورج جيزوس على التشكيلة ذاتها التي بدأت نصف النهائي، معولا على غابريال باربوسا وبرونو هنريكي، والقائد إيفرتون ريبيرو وحارس المرمى دييغو ألفيش والظهير الأيمن رافينيا. وضغط ليفربول من البداية وأتيحت له تسديدتان من داخل المنطقة في الدقائق الخمس الأولى انتهتا فوق العارضة، عبر فيرمينو (1) والغيني نابي كيتا (5) بعد تمريرة من صلاح، لتليهما تسديدة قوية من ألكسندر-أرنولد من خارج المنطقة، مرت بجانب القائم الأيمن. لكن فلامنغو استوعب الضغط وبدأ التقدم مدفوعا بتشجيع آلاف من جماهيره التي ملأ صخبها المدرجات بشكل متواصل. وكما في نصف النهائي، كان الأخطر في تحركات فلامنغو برونو هنريكي الذي ساهم بشكل أو آخر بكل أهداف فريقه في نصف النهائي. وفي الدقيقة 26، منح هنريكي فريقه إحدى فرصه المباشرة النادرة في الشوط الأول، وذلك عندما اخترق وسدد في اتجاه مرمى مواطنه أليسون بيكر، لكن الكرة أبعدت الى الركنية بتدخل من جو غوميز. واكتفى ليفربول بالمحاولات الثلاث الأولى على المرمى، مع نسبة استحواذ أفضل لفلامنغو بلغت 58 بالمئة في ختام الدقائق ال45 الأولى. وسارع “الحمر” الى الضغط في بداية الثاني، وكان أخطر هذه المرة بعدما قدم فيرمينو فاصلا مهاريا رائعا من خلال مراوغة المدافع رودريغو كايو ورفع الكرة من فوقه، قبل أن يسدد كرة ارتدت من القائم الأيمن (47). وتلت هذه المحاولة فرصة خطرة لصلاح عندما انبرى “على الطاير” لكرة عرضية منخفضة وحولها قريبة من القائم الأيسر (50). وبدا ليفربول أسرع وقادرا على الوصول الى قلب منطقة الجزاء بشكل أفضل، من دون ان ينجح في اللمسة الأخيرة لتحول الكرة الى الشباك، رغم صيحات الآلاف من مشجعيه على وقع هتافات “صلاح صلاح صلاح” التي كانت تقابل بصافرات من مشجعي فلامنغو. وبلغ عدد المشجعين 45416 متفرجا بحسب الأرقام الرسمية للمنظمين. – ركلة جزاء ملغاة وفيرمينو المنقذ – ورد فلامنغو على الإيقاع الإنكليزي بمثله، وهدد المرمى مرتين عبر باربوسا، الأولى بتسديدة بعيدة (53) علت العارضة، والثانية أرضية قوية من داخل المنطقة ارتمى نحوها أليسون وأبعدها الى ركنية. وأتيحت لصلاح فرصة من داخل المنطقة، لكن تسديدته علت العارضة (59)، ليرد عليها باربوسا ب “مقصية” خلفية سهلة بين يدي أليسون (69). وأجرى كلوب أول تبديل في الدقيقة 75 بإخراج أليكس أوكسلايد-تشامبرلين بعد إصابته إثر احتكاك قوي، قبل ثوانٍ من هز صلاح الشباك بهدف ألغاه الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم بداعي التسلل. ورفع الحكم البطاقة الصفراء بوجه صلاح (80) لخطأ قاسٍ على فيتينيو بعد دقائق من دخوله بديلا للأوروغوياني جيورجيان دي أراسكاييتا. كما أجرى جيزوس تبديلا ثانيا بإدخال دييغو بدلا من إيفرتون ريبيرو. وتدخل ألفيش في الدقيقة 85 ليبعد تسديدة لقائد ليفربول جوردان هندرسون. وحفلت اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي بالتشويق، اذ احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح ليفربول في الدقيقة 90+1 بعد سقوط مانيه في خضم محاولة من رافينيا لوقف تقدمه. لكن الجاسم عاد الى تقنية المساعدة بالفيديو (“في ايه آر”) وألغى الركلة، بعدما أظهرت عدم وجود احتكاك، ملغيا معها أيضا بطاقة صفراء كان قد رفعها في وجه الظهير الأيمن. ودخل ليفربول الوقت الإضافي بنية واضحة للتسجيل، وهو ما تحقق بعدما مرر هندرسون كرة طويلة في العمق الى مانيه الذي عكسها نحو منطقة الجزاء لفيرمينو، فتعامل معها بكل مهارة: هيأها، راوغ، غالط الحارس والمدافع رودريغو كايو، قبل ان يسدد بقوة في الشباك (99). وتلت الهدف محاولتان لليفربول، عبر تسديدة التفافية رائعة من صلاح من خارج المنطقة بالقدم اليسرى أبعدها ألفيش بصعوبة (101)، تلتها تسديدة لفان دايك من داخل المنطقة تصدى لها الحارس.