نظم نادي أصدقاء البيئة بثانوية الإمام الغزالي بشراكة مع مجموعة مدارس هيا نبدأ، وتمكين مؤسسة جماعية للتنمية البشرية، لأول مرة في مدينة تطوان والثانية جهويا على صعيد الثانويات العمومية نموذج الأممالمتحدة المصغرة بقاعة المجلس العلمي المحلي أيام 30مارس و1 أبريل الحالي، ويوم 31 مارس بفضاء ثانوية الإمام الغزالي الجاري فعاليات النسخة الأولى لنموذج الأممالمتحدة طوال الأيام الثلاثة المذكورة حول موضوع “السلام والأمن البيئي في العالم” تحت شعار أمم متحدة لحماية كوكب الأرض. بعد رحلة طويلة من الإعداد والإستعداد، منذ بداية السنة الدراسية الحالية، وقبلها منذ أواخر السنة الدراسية الماضية، وطوال ستة أشهر من الإجتماعات الدورية الأسبوعية كل يوم سبت بعد الدوام المدرسي وأحيانا أيام الأحد والعطل المدرسية أيضا، تخللتها إجتماعات وورشات مكثفة طول الأسابيع الستة الماضية فرديا وجماعيا، تم خلالها شرح النشاط الذي يعتبر جديدا على التلاميذ والمؤسسات التعليمية، وإستقطاب المشاركين، وتقسيم المهام، وإختيار الموضوع العام والمواضيع الفرعية وطريقة الإشتغال عليها، وأساليب البحث والخطاب والإلقاء والحوار وتعميق أواصر التواصل والنقاش والعمل الجماعي بين المشاركين وقد كانت النتيجة تنظيم محاكاة الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه الكثافة والتنظيم والإتقان الذي شهدناه، بتمثيل 20 دولة، ومشاركة ما يناهز 200 مشارك، وحضور عدد كبير من الضيوف وأولياء الأمور، ومجموعة من التلاميذ من مؤسسة هيا نبدأ جاؤوا ليطلعوا على هذا النشاط الفريد. ويعتبر هذا النشاط نشاطا رياديا هو الأول من نوعه في ثانوية عمومية بمدينة تطوان، والذي سيشكل بداية لإنتشاره الواسع في الثانويات الأخرى بعد النجاح الباهر الذي حققه تلاميذ وتلميذات ثانوية الإمام الغزالي، والذي أذهل جميع الأطر التربوية الحاضرة من المؤسسة و النيابة الإقليمية وأيضا الأكاديمية الجهوية والضيوف الكرام من أساتذة ومديري المؤسسات التربوية. إنطلق النموذج يوم 30 مارس بفضاء المجلس العلمي المحلي، بكلمة للمنسق العام للنموذج يونس خوده لخصت رحلة النموذج منذ بدايته كفكرة وصولا إلى تحققه على أرض الواقع وما تلاها من صعوبات وعوائق وتحديات تم تجاوزها بفضل مساهمات وتضحيات جميع المشاركين في هذا البناء المشترك الذي صار إنجاحه وتحقيقه على أرض الواقع حلما وهدفا وأولوية لهم جميعا . ثم كلمة المدير العام والأب البيداغوجي للنموذج الذي نقل هذه الفكرة وحرص على رعايتها منذ أن كانت بذرة إلى أن صارت شجرة كبيرة مثمرة الأستاذ عبد اللطيف الفحصي، الأستاذ الشاب، الطموح والمبدع. والذي أرجع الفضل في تحقق كل هذا الإنجاز إلى التلاميذ المشاركين معتبرا إياهم أساس هذا المشروع، مشددا على أهمية النموذج وأثره الإيجابي على مسارهم وشخصيتهم، وذلك لما يتيحه لهم من فرص لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتطويرها وتجاوز الحواجز النفسية التي تعد أكبر عائق يمنعهم من ذلك. بالإضافة لإكتساب مهارات الحوار والتواصل والعمل الجماعي والدبلوماسية. كما أنه فرصة لا تعوض، يجب أن يحصل عليها كل تلميذ وتلميذة لكسر روتين الدراسة وتنشيط الفضاء المدرسي ولعب دور فعال فيه لتطوير الذات والإنفتاح على الأخرين وتكوين صداقات وعلاقات إنسانية معهم، فهيا نبدأ. إفتتحت الجلسة من قبل رئيس الجمع العام الذي رحب بالوفود الحاضرة وأعطى نبذة عن أهمية الموضوع ودور الأممالمتحدة في معالجته، والوضع الخطير الذي يعيشه الكوكب بسبب تلوث البيئة نتيجة النشاط الإقتصادي البشري المتزايد وإنعكاساته السلبية على مختلف مناحي الوجود الإنساني، داعيا لحلول سريعة على أصعدة التنمية المستدامة والإقتصاد الأخضر وخفض الإنبعاثات الغازية. ثم تم مناداة سفراء الدول للتعبير عن الموقف الرسمي للدول التي يمثلونها حول الموضوع المطروح ثم إستقبال أسئلة الدول الأخرى والإجابة عليها. وقد قام 20 سفيرا يمثلون العديد من دول العالم المختلفة بنفس العملية. وإختتمت الجلسة كبدايتها بكلمة لرئيس الجمع العام يشيد بالمواقف الإيجابية لبعض الدول داعيا ساسة العالم إلى تحييد الخلافات الشخصية جانبا والتوافق من أجل الوصول لحل يرضي الجميع ويحقق المصلحة العامة لكل سكان الكوكب حتى ولو دعى ذلك للتقدم بتنازلات سياسية من جميع الأطراف. أما اليوم الثاني فتم فيه محاكاة اللجان الست للأمم المتحدة بفضاء ثانوية الإمام الغزالي، حيث مثل السفراء والمندوبون مواقف دولهم في اللجان المذكورة حسب المواضيع الفرعية التي تعالجها، وتفصيل موضوع كل لجنة حسب إختصاصها وإرتباطها بالموضوع العام كالتالي: _مجلس الأمن: إستمرار الإنتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، بعد شكاوى تقدمت بها العديد من الدول العربية في هذه الدورة من الإجتماع السنوي الأول حول موضوع السلام والأمن البيئي. كما تطرق المجلس للإنتهاكات الإستيطانية الإسرائيلية المتزايدة في مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وسياسات التهويد وتهجير الفلسطنيين وبناء المناطق العازلة وجدار الفصل العنصري، وتأثير كل ذلك على أوضاع الفلسطنيين وحياتهم في ظل الإحتلال. وبرزت خلال الجلسات وبشدة موضوع إعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة إليها ثم إعترافه بضم الجولان لإسرائيل وتقليص مساهمات دولته في تمويل وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطنيين، وبوادر ما تسمى بصفقة القرن التي تشهد ترويجا إعلاميا كبيرا في هذه الأيام من قبل الإدارة الأمريكية وبدأت تتضح ملامحها وبنودها ويحاولون بكل الطرق الضغط على الفلسطنيين لإجبارهم على قبولها. كما لا ننسى موضوع مسيرات العودة الماجدة التي يقوم بها أشقائنا الفلسطينيون. _لجنة نزع السلاح: دور المواجهات العسكرية والحروب والتجارب العسكرية والأسلحة النووية والإشعاعات الذرية… في تدمير المنظومات البيئة، أصبح معه من الضرورة إعادة النظر في توجيه ميزانيات التسلح إلى دعم مشاريع الأمن البيئي والطاقات المتجددة والتسلح السلمي الصديق للبيئة. وناقشت اللجنة الكثير من المواضيع والقضايا أهمها الإتفاق النووي الإيراني، القضية الكورية الشمالية، إتفاق حظر إنتشار الأسلحة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية، السلاح النووي الإسرائيلي وأثره على القضية الفلسطينية والمنطقة، سباق التسلح في الشرق الأوسط وبوادر حرب نووية شاملة، وإستعمال الأسلحة المحظورة في الحرب السورية الحالية وآخرها أحداث الغوطة. وينصب الإهتمام على تأثيرها السلبي على البيئة والإنسان وضرورة وقف إستعمالها نهائيا. _اللجنة الاقتصادية والاجتماعية والماية: مساهمة الاقتصاديات الكبرى والملوثة في التغيرات المناخية مقابل المنافع المادية والحفاظ على سيطرتها الاقتصادية، أصبح معه من الضرورة التخفيف من انبعاثاتها الغازية وتطوير الطاقات البديلة. وركزت اللجنة على ضرورة نقل التكنولوجيات الحديثة المحافظة على البيئة من الدول الصناعية الكبرى إلى الدول النامية، وتقديم مساعدات مالية إليها لمساعدتها على التأقلم مع التغيرات المناخية، بالإضافة لخفض نسب الإتبعاثات الغازية للدول المصنعة. _لجنة حقوق الإنسان: مساهمة تدهور البيئة والتغيرات المناخية في خلخلة الاستقرار الإنساني عبر تنامي الكوارث الطبيعية المدمرة وما تخلفه من وفيات وحركات الهجرة وانتشار الأمراض والمجاعات وأزمات الماء وما يترتب عن ذلك من صراعات من أجل البقاء، أصبح معه من الضرورة إعمال الحق في بيئة آمنة وسليمة ومتوازنة. يتمحور موضوع اللجنة حول تأثير التلوث البيئي على التمتع بحقوق الإنسان، فلذلك فهو يعالج مختلف قضايا التدهور الإنساني المتعلقة بالبيئة سواء القضايا السورية، العراقية، الليبية، اليمنية وقضايا المهاجرين الإفرقيين إلى أروبا، وحتى قضايا المهاجرين إلى أمريكا، وقضية الفلسطنيين المهجرين في مخيمات اللجوء في أنحاء العالم منذ النكبة وإلى الآن والذين مازالوا متمسكين بحقهم في العودة. _اللجنة البيئية: وتعالج موضوعي التغيرات المناخية والإحتباس الحراري ومختلف الظواهر الناتجة عنهما، عبر الحد من نسب الإتبعاثات الغازية، وتسعيير الكربون، وإقامة المحميات الطبيعية، وتوفير الطاقات البديلة والمتجددة بأثمان مناسبة ومتاحة للجميع. _محكمة العدل الدولية: تحكيم قضية استعمال إسبانيا الأسلحة البيولوجية في حرب الريف في الفترة الممتدة بين سنتي 1921و 1927 لما خلفته نتائج بيئية وإنسانية كارثية لازالت آثارها بادية في الريف. فوفقا للقانون الدولي المعمول به داخل الأممالمتحدة فإن لمحكمة العدل الدولية الولاية الجبرية في النظر في جميع المنازعات القانونية التي تقوم بين الدول متى كانت هذه المنازعات القانونية تتعلق بالمسائل الآتية و وفقا للمادة (36) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية : أ تفسير معاهدة من المعاهدات ب. أية مسالة من مسائل القانون الدولي ج. تحقيق واقعة من الوقائع التي كانت تثبت خرقا لالتزام دولي د نوع التعويض المترتب على خرق الالتزام الدولي ومدى هذا التعويض . إذ نتظرت المحكمة خلال الجلسة في الدعوى المقدمة من طرف المملكة المغربية ضد المملكة الإسبانية فيما يتعلق باستعمال أسلحة بيولوجية و كيماوية خلال حرب الريف فيما بين 1921 و 1926 ضد أهالي المناطق الشمالية المغربية المعروفة بمنطقة الريف . وقد رفعت المملكة المغربية شكايتها مرفقة بتقارير مخبرية تدعي فيها أن أضرار بيئية جسيمة لحقت بمنطقة الريف المغربية و التي لازالت آثارها بادية حتى الآن على البيئة و الإنسان ،إذ تزعم هذه الأخيرة أنها نتيجة لما ألقاه الجيش الإسباني من غازات سامة خلال حرب الريف و هذا الاستعمال الغير الشرعي للأسلحة البيولوجية الكيماوية على حد قولها فيه خرق مباشر و واضح للمعاهدات و المواثيق الدولية . إذ اعتبرته هذه الأخيرة جريمة شنعاء خلفت خسائر فادحة و نتائج وخيمة هزت السلام والأمن البيئي لتلك المنطقة. وقد دعت المملكة المغربية محكمة العدل الدولية إلى أن تنظر في القضية و تصدر حكما منصفا عادلا ، خصوصاً أن الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بالإبادة الجماعية وغيرها، ذات الصلة بالجرائم الدولية، لا تعالج مثل هذه القضايا مع أشخاص ذاتيين بل مع الدول، وفي إطار هذه الدعوى، تود المملكة المغربية إشعار المملكة الإسبانية بمسؤوليتها السياسية والأخلاقية والتاريخية إزاء ما تزعم أنه حدث في منطقة الريف آنذاك. كان النقاش تنافسيا وحماسيا لأقصى الحدود في اليوم الثاني بين المشاركين والمشاركات الذين أبانوا عن قدرات ومهارات عالية في البحث والتحليل والدفاع عن المواقف والأفكار مع الإلتزام بضوابط النقاش وإحترام الآخر، كما أن هذا اليوم كان فرصة للاستمتاع بالجو المرح الذي خلقه المشاركون داخل فضاء الثانوية. أما اليوم الثالث والذي نظم بفضاء المجلس العلمي المحلي فقد كان فرصة لتقديم حصيلة كل لجنة على حدة من طرف رؤساء اللجان حول الجو العام للجانهم والقرارات التي خرجوا بها، وعرض القررات التي صوت عليها بالموافقة، كما كان فرصة لإتمام وتكملة النقاش الذي كان دائرا في مجلس الأمن حول الإنتهاكات البيئية الإستيطان الإسرائيلي للبيئة الفلسطينية، وخصوصا القرار 2 الذي ظل عالقا في اليوم الثاني والذي ينص على فرض عقوبات وغرامات مالية على دولة إسرائيل والشركات الإسرائيلية المتورطة في عمليات الإستيطان دون إعتبار أي حصانات سياسية أو دبلوماسية، والذي شهد نقاشا حادا بين البلدين وحلفائهما، وكان اليوم الثاني قد شهد تساويا في عدد المصوتين على القرار 3موافقون، و3معارضون، و14 محايدون، أما في اليوم الثالث وبعد نقاش طويل وتبادل الإقتراحات ووجهات النظر، تم عقد فترة التحالفات وبعدها التصويت على مشروع تعديل القرار الأمريكي الذي ينص على إلزام دولة إسرائيل بفرض عقوبات وغرامات مالية على الشركات الإسرائيلية المتورطة في العمليات الإستيطانية، وبعدها كان الفرصة لمحكمة العدل الدولية لسماع آخر مرافعات الدولتين والمستجدات في القضية في إطار المحاكاة، ثم تلاها إصدار الحكم الذي ينص على: – تقديم اعتذار رسمي للمملكة المغربية – أداء التعويضات الاقتصادية ذات الطابع الفردي المتعينة في حال المطالبة بجبر الضرر – بناء و تجهيز مستشفيات الريف بوحدات صحية مختصة في علاج الأورام السرطانية – استصلاح الاراضي المتضررة بمنطقة الريف و تشجيع الأنشطة الفلاحية الرامية إلى إعادة السلام والأمن البيئي في المنطقة موضوع الدعوى. واختتم النموذج بكلمات ختامية للمدير العام والشركاء والمنظمين والضيوف الكرام عبروا خلالها عن انبهارهم وإعجابهم بالمستوى التنظيمي لهذه النسخة والنجاح الكبير والذي فاق كل التوقعات على جميع المستويات والذي حققته هذه النسخة طوال الأيام الثلاثة، مع شكر جميع المشاركين الذين قدموا الكثير من وقتهم وجهدهم لإخراج النموذج في أبهى حلة، مع ذكر ترقبهم وإنتظارهم على أحر من الجمر للنسخة الثانية من النموذج والتي أتى ذكرها في خطاب رئيس الجمع العام والمدير العام حول موضوع “الهجرة الدولية” ،وكما قيل كونوا مستعدين فمشاكل العالم لا تنتظر، والتغيير يبدأ من الفرد الواحد، وكلنا مهما كان لامباليا أو كسولا يستطيع المساهمة في مسيرة التغيير ولو بأبسط السلوكات والتصرفات والعاداة اليومية والحياتية، إبدأ من نفسك ولا تنتظر ماسيقوم به الآخرون. كما كان الختام فرصة لتقديم شواهد المشاركة للمشاركات والمشاركين اعترافا بالمجهود المبذول من طرفهم في المحاكاة. وفي نفس الوقت فرصة لتقديم رسائل شكر وتقدير لكافة الشركاء والداعمين الذين سهلوا ووفروا جميع الظروف لنموذج الأممالمتحدة ثانوية الإمام الغزلي في نسخته الأولى. وبهذا يكون قد أسدل الستار بشكل رسمي على النسخة الأولى لنموذج الأممالمتحدة ثانوية الإمام الغزالي، وستنطلق ورشات التقييم والمراجعة والنقد للإنجازات المحققة من أجل تقدير هذا المسار والاستماع لمختلف وجهات النظر التي ستعزز النسخة الثانية. ويجدر الإشارة إلى أن المشاعر والأحاسيس جزء هام في بناء هذه التجربة من خلال العلاقات الإنسانية العميقة التي تكونت بين المشاركين الذين صاروا يكونون أسرة واحدة كبيرة، ورغم أن النشاط إنتهى ألا أن نهايته ماهي إلا بداية جديدة لبدايات لا نهاية لها، وقد بدأت منذ أول يوم الإستعدادات للنسخة الثانية بالإضافة لقيام المشاركين بنشاطات جماعية كالخرجات والرحلات وأجواء المرح والترفيه، وقد إستشعر الجميع بعد أيام المحاكاة الثلاثة الفراغ الكبير الذي سيتركه النشاط في حياتهم بعد أن صار جزءا من حياتهم، وروتينهم، وإستعمال زمانهم المدرسي، وظهر ذلك جليا من خلال البكاء والحزن الذي عم كل القاعة والذي خالط الفرح والسرور بإنجاح النموذج وتحقق الحلم ووصول الرسالة، مؤكدين إستمرارهم في عقد ورشات إعتديادية كالسابق لمتابعة مسار البناء الجماعي التشاركي الذي لا نهاية له ولا يتوقف أبدا. إن أهم ماحققه نموذج الأممالمتحدة فضلا عن مهارات النقاش والحوار وإحترام الرأي الآخر والإطلاع على ثقافات الشعوب والأمم الأخرى هو تعزيز الهوية والإنتماء للأمتين العربية والإسلامية والإنتماء الوطني، لاحظ ذلك جميع الحاضرين عندما رأوا التصرفات الإعتباطية والاإرادية للمشاركين في تأييد القضية الفلسطينية ودعم ثبات وصمود الشعب الفلسطيني حتى يحقق إستقلاله من الإحتلال الصهيوني الغاشم ويبني دولته التي عاصمتها القدس على جميع الأراضي والتراب الفلسطيني المحتل، ولن تنجح جميع الجهود والمحاولات والمؤامرات للقضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني الشقيق أو إخضاعه للإحتلال وتهجيره من أرضه، نحن معكم، قلوبنا معكم، لن ننسانكم، لن نخذلكم، لن نبيعكم، مهما تباعدت بيننا المسافات لكنكم ستظلون دائما وأبدا قربين منا، من قلوبنا. وهنا يجدر القول كرسالة أخيرة أن الإيجابيات والسلبيات لا ينعدمان في أي تجربة، لكن الذي يحدد مدى تأثيرهما هو الإعتراف بهما، بتشجيع النقاط الإيجابية وشكر الذين قاموا بها، وتوضيح النقاط السلبية والوقوف عندها لمحاولة إصلاحها وليس إنكارها والمكابرة عليها، لأن عدم الإعتراف بالخطأ وتبريره هو طريق الفشل الأكيد عاجلا أم آجلا. ولا مهرب من القول أن في كل مسار تحديات ومشاكل ولا يوجد مسار خالي منهما، إلا أنهما ليس حواجز أو معيقات تمنعنا من الوصول لأهدافنا بقدر ماهي محفزات لنا على مزيد من البذل والعطاء لنكون على قدر التحدي. وقد واجه تلاميذ وتلميذات ثانوية الإمام الغزالي طوال رحلتهم ومسارهم مع هذا المشروع الكثير من التحديات والتي كانت مصيرية وفارقة في مسار النموذج وحياتهم أيضا، سواء أكانت تحديات سواء لوجستيكية أو تنظيمية أو إدارية أو حتى شخصية، لكن دائما كانوا يواجهونها رافضين الإستسلام لها مهما بدا الوضع صعبا ومأساويا وداعيا لليأس. إن سر نجاحهم يكمن في سبع مفاتيح: _التوجيه والإشراف والقيادة الرشيدة _التشاركية في البناء _العمل الجماعي _التحدي والمثابرة _التضحية والعطاء بدون مقابل _الإيثار _تقبل وجهات النظر المختلفة والإستعداد الدائم لقبول التغيير.