افتتح مساء اليوم الجمعة، برواق الفن المعاصر محمد الدريسي بمدينة طنجة، معرض تشكيلي جماعي يرصد البصمات التي خلفتها عوامل الزمن والعمران على وجه مدينة العرائش. ويشارك في المعرض، الذي تنظمه مجموعة الفضاء التشكيلي بالعرائش بدعم من المديرية الجهوية للثقافة بطنجة – تطوان – الحسيمة تحت شعار “بصمات العرائش”، 12 فنانا تشكيليا من المنطقة، يجمعهم الالتزام بجعل الريشة والألوان منبرا للترافع حول “المدينة المنسية” الواقعة على الضفة الجنوبية لوادي اللكوس، وإن كانت فرقت بينهم التجارب واختلاف مدارس وتقنيات الرسم. وأبرزت الورقة التقديمية للمعرض أنه في سياق هذه المقاربة “الطوعية والنضالية”، آثر مجموعة من الفنانين التشكيليين جذب الانتباه لوضع المدينة، مضيفة أنه “من خلال هذه الأعمال، التي عرضت للمرة الأولى بمناسبة ليلة الأروقة، يأمل هؤلاء الفنانون في إيصال أصواتهم والتعبير فنيا عن الآلام التي تعانيها المنطقة”. وأضافت الورقة أن تشكيليي العرائش “منحوا لأعمالهم بعدا ملتزما، جماليا ومطلبيا في الآن نفسه”، موضحة أن هذه المبادرة “تروم التأثير على الوقائع الاجتماعية والاقتصادية لهذا الفضاء الحيوي”، الذي أصبح بمثابة “مقبرة للنوايا الحسنة” في ظل توقف عدد من المشاريع، ما زالت أطلالها شاهدة على الموعد الذي أخلفته المدينة مع التنمية، مقابل التقدم الذي تعيش على وقعه عدد من مدن الجهة. في هذا السياق، أبرز يوسف المرابط، مهندس معماري وفنان تشكيلي مشارك في المعرض، أنه يحاول من خلال أعماله أن يجمع بين الفن والمشاكل التي يعرفها قطاع التعمير بالمغرب عامة، والعرائش على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن لوحاته تعكس هواجسه كمعماري وفنان، خاصة اللوحة التي تتصدر الرواق والتي “تجسد يدا هلامية تمتد من العدم لإفساد معمار الحواضر وبث بذور عدم التوازن في النسيج العمراني”. من جانبه، اعتبر العمراني اقريعش، رئيس مجموعة الفضاء التشكيلي، أن هذا المعرض الذي سيجوب عددا من مدن جهة الشمال، يحمل اسم بصمات لكون الكلمة تعكس “التنوع والاختلاف” بين اللوحات سواء على مستوى التقنيات المستعملة أو الأشكال والألوان. وأوضح السيد العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جل أعماله تجريدية بتقنية الصباغة المائية، تنطلق من معمار مدينة العرائش، سواء المعمار القديم المستوحى من الحضارة الموريسكية أو المعمار الحديث بهندسته وألوانه الفريدة. بدورها، اعتبرت الفنانة وأستاذة التربية التشكيلية بمدينة القصر الكبير، كريمة شيخ فلوس، أن لوحاتها في هذه المعرض تعكس تطور أسلوبها ومواضيعها الأثيرة حتى استقرت على النبش في خصائص الفلكلور المغربي المتنوع على مستوى الأشكال والألوان، وهي السمات البادية في الملابس والزرابي، وغيرها من الأشياء التي تؤثث الحياة اليومية للمغاربة. يشار إلى أن المحطة الأولى من هذا المعرض المتجول، الذي يشارك فيه أيضا كل من أمين غشام وعبد اللطيف العبدي وعبد اللطيف بالعزيز وعبد الفتاح خيبر وعبد الله غرين وعبد الحميد الزبير وعبد القادر حرداف ومحمد الحراق وعبد القادر نحال، جرت بمدينة العرائش بمناسبة انعقاد ليلة الأروقة، التي تنظمها وزارة الثقافة، تحت شعار “تنوع واختلاف”.