في الأول من غشت من السنة الجارية صرح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بأن حكومته ستحدث ثورة في التعليم بالمغرب. وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على هذا التصريح الذي أثار حينها عاصفة من السخرية، ظهر صدق تصريح رئيس الحكومة. فمنذ عودة التلاميذ إلى مدارسهم بعد عطلة منتصف الدورة الاولى، التي امتدت لعشرة أيام، ظهرت الثورة التي وعد بها العثماني، من خلال احتجاجات عارمة للتلاميذ على ما وصفوه ب”ساعة رونو”، في اشارة الى استمرار العمل بالتوقيت الصيفي طول العام. ثورة التلاميذ، كما يحلو للبعض تسميتها، وجهت سهام غضبها صوب العثماني وحكومته، ورفعت بعض الشعارات الساخرة، من قبيل: “التعليم فين غادي .. فالخسران آ حمادي”، ونال رئيس الحكومة الكثير من الطنز وما هو أكثر من الطنز. الطنز المقابل جاء من الحكومة نفسها التي صرح بعض وزرائها بأنهم يجهلون سبب احتجاج التلاميذ، وكأنهم يعيشون في كوكب “زمردة”، بعيدا عن نبض الشارع. وبين الطنز والطنز المضاد، تتجلى الوضعية “الطنزية” التي يعيش فيها التعليم بالمغرب، والذي يزداد سرعة في طريق الانحدار، أما الثورة آ سي العثماني راه بعييييدة علينا… على الأقل فالتعليم.