أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، مساء الجمعة بطنجة، أن المغرب يتوفر على مؤشرات إيجابية تتعلق بحرية الإعلام والصحافة. وقال الأعرج، في مداخلة بعنوان “المشهد الإعلامي المغربي : المرجعيات القانونية والممارسات المهنية والانتظارات المجتمعية” بمناسبة الدرس الافتتاحي لبيت الصحافة بطنجة، نحن “أمام مؤشرات إيجابية تتعلق بحرية الإعلام والصحافة” بالمغرب، مبرزا أن هذه المؤشرات تتطرق على الخصوص إلى الاستقلالية والتعددية والحرية والحماية. وأوضح الوزير أننا “سعينا إلى بلوغ مستوى جيد في هذه المؤشرات العالمية”، موضحا أنه “لحد الساعة وصلنا إلى نتائج إيجابية بخصوص تبني وتنزيل المعايير الدولية المتعلقة بحرية الإعلام والصحافة، وهناك أرقام تعزز هذا الواقع”. بخصوص الاستقلالية، أوضح السيد الأعرج أن الجهود انصبت على تعزيز استقلالية القرار الإعلامي وتحقيق التنظيم الذاتي، مبرزا أن المجلس الوطني للصحافة سيساهم في دعم الاستقلالية، التي تعتبر من بين المؤشرات الأساسية في تصنيف البلدان في مجال حرية الصحافة. أما في ما يتعلق بالتعددية، فقد أبرز اتساع نطاق الدعم المقدم للصحف ليشمل، إلى جانب الصحافة والنشر، كلا من الطباعة والتوزيع، حيث سترتفع قيمة الدعم المقدم في المجال من 65 مليون درهم العام الحالي إلى حوالي 80 مليون درهم العالم المقبل، مشيرا إلى رصد ميزانية لدعم الصحافة الالكترونية وإلى حصول 262 موقعا إخباريا على الملاءمة القانونية، من أصل 700 موقع قام بالتصريح لدى النيابة العامة، من بين أزيد من 4 آلاف موقع موجود بالمغرب. على مستوى الحرية، أحصى وزير الثقافة والاتصال وجود أزيد من 90 صحافي أجنبي معتمد بالمغرب، وهو مؤشر على مدى استقطاب البلد للإعلام الأجنبي، إلى جانب توزيع أزيد من ألفي منشور أجنبي بترخيص من وزارة الاتصال، لافتا في السياق ذاته إلى العمل على إخراج عدد من القوانين المتعلقة بوسائل الإعلام العمومية. أما في ما يخص مؤشر الحماية، فقد شدد السيد الأعرج على أنه لم يتم خلال العام المنصرم تسجيل أي حالة اعتداء على الصحافيين خلال ممارستهم لمهامهم. بالمقابل، شدد الوزير على ضرورة اشتغال الجسم الإعلامية على تقوية المصداقية والتمسك بمبادئ وأخلاقيات المهنية لكون “الصحافة ركيزة أساسية في الديموقراطية، ولا يمكن الحديث عن الديموقراطية دون إعلام قوي يحترم التنوع الثقافي والفكري ويسعى إلى ترسيخ الديموقراطية، فالإعلام رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”. من جانبه، اعتبر رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، سعيد كوبريت، أن هذا اللقاء مع رجل القانون والوزير محمد الأعرج، بحضور ثلة من الإعلاميين والمثقفين، يفتتح موسم بيت الصحافة، الذي يسعى لأن يكون شرفة للتعددية تروم الترافع من أجل التعدد والاختلاف تحت سماء المغرب. وأضاف أن هذا الدرس الافتتاحي يحاول الإجابة على تساؤلات حول طبيعة رهان الإعلام المغربي، واستشراف واقعه، وإثارة السجال لإنضاج حوار جدي لتمكين الصحافيين من الاضطلاع بدورهم الحقيقي.