كلية الحقوق بطنجة تحتضن مؤتمرا دوليا حول "الاتجاهات الجديدة لحقوق الإنسان"

نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، بالتعاون مع ماستر القانون الدولي العام، مؤتمراً دولياً تحت عنوان "الاتجاهات الجديدة لحقوق الإنسان". جمع هذا الحدث خبراء بارزين من مدن عالمية مثل القاهرة، جنيف، كاراكاس، هافانا، مدريد، سلامنكا، لشبونة، بالإضافة إلى خبراء مغاربة.
وأكد الأستاذ توفيق السعيد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، أن هذا المؤتمر يندرج ضمن سياسة انفتاح الكلية على المستوى الإقليمي والدولي. وشدد على أهمية الشراكات المؤسسية التي أبرمت مع العديد من الجامعات في أوروبا، أمريكا اللاتينية، إفريقيا وآسيا، مما يتيح للكلية الانفتاح على محيطها السوسيو-اقتصادي الوطني والدولي، مساهماً في تعزيز مكانة طنجة كمركز استراتيجي للبحث والتطوير والابتكار.
وتمت فعاليات المؤتمر في ظروف مثالية، حيث سارت الجلسات والمناقشات بشكل سلس ومنظم، مما أتاح لجميع المشاركين فرصة تبادل الأفكار والنقاش حول مواضيع متعددة.
تمحورت النقاشات حول المقاربات الجديدة لحقوق الإنسان في سياق عالمي متغير. ناقش المشاركون التحديات الحالية والفرص المتاحة في هذا المجال، مع التركيز على قضايا مثل الهجرة، التغير المناخي، والاندماج الاجتماعي. وكان الهدف من هذا اللقاء هو التفكير في استراتيجيات تعزز حماية حقوق الإنسان مع مراعاة التحولات الاجتماعية، السياسية، والبيئية.
ساهم تنوع المتدخلين في إثراء المناقشات بوجهات نظر متعددة حول الدفاع عن حقوق الإنسان. من بين المتحدثين، قدم سعادة السفير أحمد أمين فتح الله، عضو لجنة القانون الدولي والرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان، مداخلتين: الأولى حول حفظ السلام والأمن في القانون الدولي، والثانية حول حقوق الإنسان والحقوق الفردية في إطار القانون الدولي. من جهته، تطرق سعادة السفير فيكتور رودريغيز سيدينيو إلى موضوع "المرتزقة في القانون الدولي وتنظيمهم".
تناول الأستاذ خوان مانويل باوتيستا خيمينيز من جامعة سلامنكا موضوع "حقوق الإنسان ومجلس الأمم المتحدة: من التدخل الإنساني إلى مسؤولية الحماية". كما قدّم الأستاذ هارولد بيرتوت تريانا من جامعة UNIE في مدريد تحليلاً عن "الروابط بين التغير المناخي، الاستدامة، حقوق الإنسان، والمسؤولية الدولية للدولة". بدوره، استعرض الأستاذ هيكتور ألفاريز غارسيا من جامعة بابلو دي أولافيدي بإشبيلية تطور "الحقوق الاجتماعية في المغرب"، بينما ناقش الأستاذ خوسي لاميجو من جامعة لشبونة "طبيعة حقوق الإنسان الدولية". وختاماً، قدمت السيدة صوفيا موسكين من المركز الدولي للأبحاث والتكوين على الحوار بين الثقافات في إيطاليا مداخلة حول "حقوق الإنسان والتنمية المستدامة: دور التحليل الكمي في الدبلوماسية الدولية".
امتدت النقاشات إلى مواضيع أخرى مثل "التأصيل الدستوري للحقوق والحريات الأساسية في دستور المغرب لعام 2011″، الذي قدمه الأستاذ الحسن جماعي من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة. كما قدمت الطالبة في سلك الدكتوراه رحاب الحمزاوي مداخلة حول "التزامات الدول في مجال حقوق الإنسان خلال عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر".
أدار الجلسات كل من الأستاذين سارة السيفريوي وراشيد الحديكي من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة.
كما تزامن هذا الحدث مع الإطلاق الرسمي لماستر القانون الدولي العام الذي تُشرف عليه الأستاذة سارة السيفريوي. يهدف هذا البرنامج المبتكر إلى تمكين الطلبة من التكوين على أفضل الممارسات في المجال، من خلال الاستفادة من خبرات دولية.