حققت التلميذة النجيبة ضحى الهادي الريادة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بحصولها على أعلى معدل عام بكافة المؤسسات التعليمية، الخصوصية والعمومية، على مستوى الجهة، في الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا 2024. والتلميذة ضحى الهادي ، التي تتابع دراستها بمسلك علوم فيزيائية – خيار فرنسية – بمجموعة مدارس "آية المدينة" بتطوان، نموذج للمثابرة والاجتهاد المتواصل، إذ حصلت على معدل 19.45، مانحة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتطوان شرف مواصلة تصدر أعلى معدل جهوي على مستوى الأكاديمية للسنة الثالثة تواليا. باحتفالها بربيعها الثامن عشر قبل أسبوعين، كانت التلميذة ضحى عاقدة العزم على مواصلة مسار التميز والتفوق والمثابرة ، وإن كانت ماتزال في داخلها براءة الطفولة الممزوجة بالخجل، لكنها تشدك بحضورها المتألق والمتزن والواثق في ذكائها وطاقاتها، حيث تعكس ملامحها حماسا داخليا وإيمانا قويا بالنجاح والتفوق، مستفيدة من مواكبة العائلة والطاقم التربوي والإداري للمؤسسة التعليمية. وتحكي ضحى، ابنة ضابط ممتاز بالأمن الوطني، بكل شغف واعتزاز عن مسارها الدراسي الذي تميز بالتفوق واعتلاء المراتب الأولى، حيث حصلت على معدل 19.52 في التاسعة إعدادي ليتم اختيارها لعضوية برلمان الطفل في صنف التفوق الدراسي عن مدينة تطوان، كما حصلت على أعلى معدل في الامتحان الجهوي أولى بكالوريا برسم الموسم الدراسي 2022-2023 على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بمعدل 19.25. وتقول ضحى، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أنا منفتحة على جميع الخيارات والمسارات"، مضيفة أن الخطوة الأهم والحاسمة في مسارها التعليمي والمهني قد انطلقت للتو بعد ظهور النتائج، وهي خطوة نحو مواصلة التميز و التألق في الدراسات العليا، وتحقيق حلم ولوج الأقسام التحضيرية لشعب الهندسة. وقالت "أنوي التقدم لجميع مباريات المدارس والمعاهد العليا، غير أن خيطا رفيعا يشدني نحو المدارس العليا للمهندسين". وأرجعت ضحى الفضل في تفوقها الدراسي والتتويج، بعد الله تعالى، للأطقم التربوية والتعليمية، التي ساهمت في رسم وتحقيق إنجازها وحصولها على أعلى معدل على مستوى الجهة الشمالية ، مستدركة بأن العامل الأساسي في تحديد مسارها المتميز يبقى دون شك دعم والديها، اللذين اجتهدا في توفير الأجواء المناسبة للتحصيل والعمل والتتبع اليومي. ولأجواء القسم نصيب في هذا الاستحقاق، فضحى الهادي تؤكد أن "المنافسة والتعاون مع أقرانها بالمؤسسة التعليمية ساعد على التميز"، معتبرة أن السبيل للتفوق يتمثل في التحضير الجيد والعمل المتواصل طيلة سنوات الدراسة، انطلاقا من سلك الابتدائي، وذلك لمراكمة رصيد معرفي وعلمي يؤهل التلميذ لأن يحقق التفوق، لاسيما خلال امتحانات البكالوريا ، التي تتطلب تحضيرا متواصلا طوال السنة. من جانبها، عبرت حياة مستور، والدة التلميذة المتفوقة، عن فرحتها الكبيرة بحصول ابنتها على أعلى معدل بالجهة، مبرزة أن "ضحى كانت ترغب في الحصول على الباكالوريا بمعدل جد متميز، ولم يكن من باب الصدفة أن تظفر بالرتبة الأولى على الصعيد الجهوي". وتابعت الأم، الفخورة جدا بإنجاز ابنتها الكبرى، "لم أبخل، أنا وزوجي، عن ابنتنا بالتشجيع والمساندة المعنوية والمادية"، مشيرة إلى أن "ضحى كانت متفوقة في سنوات دراستها دائما وتحصل على النقطة الأولى في القسم، كما كانت تتربع على أعلى المعدلات في المدرسة والجهة". وكشفت الأم أن حصول ابنتها على هذه المرتبة هو تتويج لسنوات من الجد والمثابرة والاجتهاد المستمر، مذكرة بأنها "كانت تسهر طيلة ساعات متواصلة ومتأخرة من الليل للمذاكرة، كما أن كل تركيزها كان منصبا فقط على الدراسة، والآن تقطف ثمار اجتهادها وجهدها ومثابرتها ".