قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية لتطوان، متابعة "أنس اليملاحي" مستشار بديوان وزير العدل والحريات السابق محمد بنعبد القادر والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بتطوان، والنائب الحالي لرئيس جماعة تطوان عن حزب الاتحاد الاشتراكي، (متابعة) في حالة اعتقال، وإيداعه سجن الصومالبتطوان، في الملف المعروف إعلاميا ب"بالتوظيف مقابل المال". وتابع قاضي التحقيق بتطوان، اليملاحي في قضيتين، الأولى تتعلق ب"النصب والاحتيال"، والثانية "إصدار شيكات بدون رصيد وخيانة الأمانة"، حيث تم تحديد يوم الإثنين المقبل أول جلسة لمحاكمة اليملاحي. وحسب مصادر مطلعة، فقد قررت المحكمة متابعة المعني بالأمر في حالة اعتقال، بعد إرجاع الملف من قسم جرائم الأموال بالعاصمة الرباط بدعوى عدم الاختصاص، مشيرة إلى أن النيابة العامة بتطوان تابعت المشتكى به رغم التنازل الذي حصل عليه من المشتكي. وكان المشتبه فيه، قد وصل إلى مقر المحكمة الابتدائية بتطوان، ليلا ليتقرر تمديد إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية، وذلك بعدما أحاله الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على قاضي التحقيق بغرفة جرائم الأموال، بعدما جرى توقيفه بمطار الرباطسلا، وإخضاعه لتدابير الحراسة النظرية، عقب عودته للمغرب قادما من إسبانيا. وسبق أن كشفت شكاية موجهة ضد "أنس اليملاحي"، الموضوعة لدى وكيل الملك للمحكمة الإبتدائية بتطوان بتاريخ 18 مارس 2024 عن جريمة نصب واحتيال. وأفادت الشكاية المسربة على مواقع التواصل الإجتماعي، أن المشتكي "المعتصم أمغوز" (رئيس جماعة الجبهة السابق وعضو المجلس الإقليمي الحالي بشفشاون عن حزب الاتحاد الدستوري)، يزعم أنه تعرض لجريمة النصب والاحتيال من طرف المشتكى به "أنس اليملاحي" (نائب رئيس جماعة تطوان حاليا) الذي أوهمه بتوفره على نفوذ وتدخلات بالوزارة المذكورة لتمكين زوجته من النجاح في مباراة المنتذبين القضائيين موسم 2023، مقابل ثلاثين مليون سنتيم مغربي وهو الأمر الذي لم يحدث رغم تسلمه للمبلغ المتفق عليه كما هو ثابت في تسجيلات صوتية وسمعية مرفقة بمحضر المفوض القضائي . ومن جانبه دخل محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام على الخط. وقال الغلوسي، إن موضوع الشكاية المقدمة من اختصاص السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالرباط للبحث في هذه القضية وليس وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بتطوان وذلك لكون مبلغ الرشوة المزعوم يفوق 100.000 درهم (300.000 درهم ). وأضاف رئيس الجمعية الحقوقية، أن الوقائع الواردة بالشكاية تكيف حسب الأحوال والظروف بجناية الإرتشاء وليس مجرد جنحة إذا تبث صحة ماذكر بشكاية الجهة المشتكية ،إذ الأمر لا يتعلق بجنحة النصب وإنما بجناية الرشوة المعاقب عليها بمقتضى الفصل 248 من القانون الجنائي لكون المشتكى به يعد موظفا عموميا بمفهوم الفصل 224 من ذات القانون وصفته كموظف وعلاقته بوزير العدل الأسبق هي التي سهلت له القيام بعمل ولو كان هذا العمل خارج اختصاصاته (وهو التدخل لفائدة المشتكية للحصول على وظيفة ،هذا إذا كانت الوقائع فعلا صحيحة وليست مجرد اتهامات لا يوجد مايسندها قانونا )وتصبح العقوبة ،طبقا للفصل المذكور في فقرته الأخيرة مادام ان مبلغ الرشوة يفوق 100.000 درهم ،مابين خمس سنوات وعشر سنوات سجنا وغرامة مائة الف درهم إلى مليون درهم دون ان تقل قيمتها عن قيمة الرشوة المقدمة او المعروضة. وتابع الفاعل الحقوقي، أن محكمة الإستئناف بالرباط تصبح هي المختصة قانونا (قسم جرائم الأموال ) طبقا للمرسوم الصادر بتاريخ 4 نونبر 2011،ومن المعلوم أن هناك أربعة محاكم للإستئناف فقط تضم أقسام جرائم الأموال ويتعلق الأمر بمحاكم الإستئناف التالية (الرباط ،فاس ،الدارالبيضاء ،مراكش ) وهي المحاكم التي اسند اليها النظر في الجنايات المنصوص عليها في الفصول 241 إلى غاية 256 من القانون الجنائي وكذلك الجرائم التي لايمكن فصلها عنها أو المرتبطة بها. وأكد الغلوسي، أن وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بتطوان مطالب قانونا برفع يده عن القضية وإحالة الشكاية على الوكيل العام للملك المذكور للإختصاص من أجل إصدار تعليماته إلى الشرطة القضائية المختصة لفتح بحث قضائي معمق حول الإدعاءات والمزاعم الواردة في الشكاية والإستماع إلى كافة الأطراف المعنية دون إستثناء ومتابعة كل من تورط في هذه الأفعال المخالفة للقانون والمعاقب عليها جنائيا. في حين أعلن أنس اليملاحي، نائب رئيس جماعة تطوان، والقيادي البارز في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تجميده لعضويته في هيئته الحزبية، وذلك إثر ما يروج حوله فيما بات يعرف إعلاميا بشكاية "30 مليون مقابل التوظيف". وقال اليملاحي في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن قراره جاء لمنع استغلال قضيته من أجل النيل من حزب الوردة، معتبرا أنه قرار شجاع ويدخل في إطار الدفاع عنه. وأكد المتحدث، أنه تفاجئ بطبيعة التفاعل مع ما يروجه حوله، وقال: "إنني بحق تفاجأت كيف يمكن أن ينتفض هؤلاء من حولك وكيف يمكن لهؤلاء أن يكشفوا ما بداخلهم من حقد وغل وكراهية، فقط لأجل شبهة، وتهمة وحده القضاء من له حق النظر فيها". وختم اليملاحي تدوينته بقوله: "أعلن عن تجميد لعضويتي فيه بكل شجاعة (دفاعا عنه) إلى حين سطوع شمس الحقيقة، فلسطوع الشمس دائما موعد حتى في الليالي الدلماء، وعموما شكرا للجميع، لمن ناصرني وحتى لمن وجد الفرصة لاغتيالي"، وفق تعبيره.