تبقى رؤى الخميسي التلميذة الحاصلة على أعلى معدل خلال الدورة العادية لامتحان البكالوريا بالاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجةتطوانالحسيمة، نموذجا للفتاة المغربية الاصيلة، التي تؤمن بالعمل والاجتهاد لأجل تحقيق أحلامها وأحلام أسرتها الصغيرة، ولو تزامنت الامتحانات مع وعكة صحية عارضة. فرؤى، التلميذة المتألقة التي تتابع دراستها بمسلك علوم فيزيائية -خيار فرنسية – بمجموعة مدارس "آية المدينة" التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتطوان، حصلت على أعلى معدل في امتحانات البكالوريا على صعيد الأكاديمية الجهوية برسم الموسم الدراسي 2022-2023 ، بمعدل 19.21، مانحة المديرية للتربية الوطنية بتطوان شرف مواصلة تصدر أعلى معدل جهوي على مستوى الأكاديمية للمرة الثانية تواليا. والتلميذة رؤى، التي لا تفصلها سوى 15 يوما عن إتمام ربيعها الثامن عشر، بوجهها الطفولي ونظرتها البريئة وحضورها المتألق وبسمتها التي لا تكاد تفارق شفتيها، ترسم ملامح الخجل والثقة في آن واحد، في عيونها تلمح إرادة وعزة وتصميم، وتختزل أسلوبا خاصا في التعامل مع أترابها وانسجامها التام مع أسرتها، كما يشدك إليها تواضعها الآسر مع أساتذتها والطاقم التربوي والإداري للمؤسسة التعليمية، التي رسمت فيها مسار التألق. بثقة الكبار وبإصرار المتعطش للنجاح، استطاعت رؤى الخميسي، من تحقيق حلمها في أن تكون من الأوائل على المستوى الوطني في امتحانات البكالوريا، لتتمكن من انتزاع أعلى معدل بالجهة، وتكلل سنة كاملة من السهر والمثابرة بنجاح ملفت. وتحكي الخميسي، ابنة أبوين يشتغلان في حقل التربية والتعليم، بكل فخر واعتزاز عن مسارها الدراسي، الذي تميز بتواجدها دائما ضمن كوكبة المتفوقين بالمؤسسة الخصوصية، التي ولجتها منذ مرحلة الثانوي، حيث عملت خلال مرحلة الباكالوريا على مضاعفة مجهوداتها واشتغلت بكد وجد متواصلين لتحوز المرتبة الأولى جهويا، وتكرس تفوق الاناث هذه السنة في نتائج الباكالويا على الصعيد الوطني. "ليس هناك مجال للراحة"، تقول رؤى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، وهي تستشعر أن الخطوة الأهم والحاسمة في مسارها التعليمي والمهني قد انطلقت الآن بعد ظهور النتائج، مضيفة "أحلم أن أصبح طبية، هو حلم لم يفارقني منذ أن كنت صغيرة". وتابعت "أنوي التقدم لمباراة كلية الطب والصيدلة كخيار أول من اجل تحقيق حلمي وحلم والدي، والالتحاق بالمدارس العليا للمهندسين وخاصة هندسة المعلوميات والبرمجة يبقى خيارا واردا أيضا بالنظر إلى شغفي الكبير بالإعلاميات". وأرجعت رؤى الفضل في تفوقها الدراسي والتتويج، بعد الله تعالى، للأطقم التربوية والتعليمية، التي ساهمت في رسم وتحقيق إنجازها وحصولها على أعلى معدل على مستوى الجهة، مستدركة بأن العامل الأساسي في تحديد مسارها المتميز يبقى دون شك دعم والديها، الذين اجتهدا في خلق الأجواء المناسبة للتحصيل والعمل والتتبع اليومي، إلى جانب المنافسة والتعاون مع أقرانها بالمؤسسة التعليمية. واسرت إلى ان الإيمان بالقدرات الذاتية لتحقيق التميز يبقى شرطا لتجاوز العقبات مهما كانت وحافزا على بذل مزيد مكن الجهود، معتبرة أن السبيل للتفوق يتمثل في التحضير الجيد والعمل المتواصل طيلة سنوات الدراسة، انطلاقا من سلك الابتدائي، وذلك لمراكمة رصيد معرفي وعلمي يؤهل التلميذ لأن يحقق التفوق، لاسيما خلال امتحانات البكالوريا التي تتطلب تحضيرا متواصلا طوال السنة. من جانبه أبرز والد التلميذة رؤى، رشيد الخميسي، أنه لم يتفاجأ من هذه النتيجة التي تحصلت عليها فلذة كبده، بالنظر إلى مسارها المتألق خلال مرحلة الثانوي والاعدادي والابتدائي، حيث أنها كانت لا ترضى بأقل من المرتبة الثانية طوال سنوات الدراسة. وأكد أن الابنة تعرضت لوعكة صحية خلال اليوم الأول للامتحانات، وهو ما أثر على بعض النقاط، خاصة في مادة الإنجليزية، والتي كانت سببا في عدم حصولها على معدل أكبر، مشددا على أن إصرار وعزيمة رؤى جعلها تتخطى حاجز الوعكة الصحية، بل وزاداها إصرارا على تحقيق هذه النتيجة.