شكل مجال الصحة الرقمية والأنظمة الذكية محور الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للأنظمة الذكية المتقدمة للتنمية المستدامة كقمة عالمية أولى في مجال الصحة الرقمية المنبثقة عن المؤتمر (The Global Summit Symposium on Digital Health) الذي افتتحت أشغاله، اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء، بمشاركة عدد من الخبراء. ويأتي هذا المؤتمر العلمي، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس لعلوم الصحة – الدارالبيضاء، بشراكة مع الجمعية المغربية للصحة الرقمية، لمواكبة التحول الرقمي في ظل الثورة الصناعية الرابعة وتشجيعا للأوراش التنموية التي تعرفها المملكة. ونظرا لأهمية المؤتمر كملتقى سنوي رفيع المستوى، واعتبارا للمكانة العلمية الذي يحظى بها المؤتمر وطنيا وقاريا ودوليا وخاصة بعد تفضل مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه وأدام له العز والتمكين بسامي رعايته للنسخة السابقة. ومن تم فإن المؤتمر يصب في اتجاه تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للرقمنة كإطار عام للتحول الرقمي في المغرب. والتي تهدف إلى تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع القطاعات، بما في ذلك الحكومة الإلكترونية والتعليم الرقمي والصحة الرقمية. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر الرئيس العام للمؤتمر البروفيسور مصطفى الزياني، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي، أن انعقاد المؤتمر والحضور الإفريقي الوازن خلاله، يعد تتويجا لريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورؤيته المتبصرة التي تروم تعزيز التعاون جنوب – جنوب والتضامن على مستوى القارة الإفريقية. وأشار البروفيسور مصطفى الزياني إلى التجربة المكتسبة والمتراكمة من خلال النسخ السابقة الشيء الذي خول لها النجاح على جميع المستويات التنظيمية والعلمية كسابقاتها واستضافة حضور متميز وشخصيات وازنة من كافة الدول المشاركة خصوصا منها العربية والافريقية، من أجل المضي قدما للتعاون في المجالات ذات الأولوية والاهتمام المشترك كالصحة. وأبرز الرئيس العام للمؤتمر أن هذا المؤتمر يعد مرجعا دوليا هاما في مجال البحث العلمي ومعيارا لنشر مقالات علمية محكمة ومعتمدة، من مختلف بلدان العالم في مجال التنمية المستدامة والأنظمة الذكية. كما أشار إلى أن هذا اللقاء العلمي يشكل منصة لتبادل الخبرات والأفكار والتعرف على أحدث ما وصلت إليه المعرفة في مجال التكنولوجيا والتنمية، بما من شأنه المساهمة في رفع مستوى قدراتنا على مواجهة تحديات العصر وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد السيد رئيس العام للمؤتمر البروفيسور مصطفى الزياني بأن هده الدورة تتماشى مع الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ومن أجل تنزيل مقتضيات النموذج التنموي المغربي الجديد، وخصوصا ما يتعلق بمجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مبرزا ما يشهده العالم خلال الثورة الصناعية الرابعة، مع الاستجابة لتطلعات المغرب ومستوى التحديات الاقتصادية والتنموية الإقليمية التي يواجهها. يساهم هدا المؤتمر في المضي قدما بمجال الرقمنة والتنمية المستدامة في المجالات ذات الأولوية. في الكلمة الإفتتاحية دكر السيد الرئيس العام للمؤتمر البروفيسور مصطفى الزياني بخطاب عيد العرش المجيد لسنة 2008 لجلالة الملك، الدي دعا فيه لإدماج المغرب بمقاولاته وجامعاته، في الاقتصاد العالمي للمعرفة. هذا الخطاب الملكي السامي الذي شكل لحظة ولادة لمخطط المغرب الرقمي ليتم بعد ذلك سنة 2013 وضع استراتيجية وطنية لمجتمع المعلومات والاقتصاد الرقمي. وأوضح بأن تنظيم المؤتمر ينسجم كذلك مع البرنامج الحكومي للمملكة المغربية، الذي ينبني على أربعة محاور رئيسية لتعميق وتسريع التحول الرقمي ، خاصة منها المحور الأول، الذي يستهدف تنفيذ المخططات الرقمية لقطاعي الصحة والتعليم وذلك بغاية تحسين جودة هذين المرفقين العمومين الأساسيين. و نوه السيد رئيس العام للمؤتمر بالحضور الإفريقي الوازن، واعتبره تتويجا لريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورؤيته المتبصرة التي تروم تعزيز التعاون جنوب – جنوب والتضامن على مستوى القارة الإفريقية. إضافة لرؤية جلالته في تنويع شركاء المغرب من مختلف القارات، والبحث عن شراكات ناجحة لتعزيز ريادة المغرب في مختلف المجالات وخاصة المجالين العلمي والصحي. وأكد البروفيسور مصطفى الزياني إن هذه الدورة الخامسة من المؤتمر التي تزيد في عقده عروة من عرى النجاح وتسهم في تطوير مجال الصحة خاصة، والعلوم كافة، من خلال تعزيز الابتكار والاجتهاد. ذلك وقد علمتم أن الدورة التي سبقتها العام المنصرم وهي النسخة الرابعة التي نظمت كذلك تحت الرعاية السامية لجلالة الملك أعزه الله بالمدرسة الوطنية للفنون والمهن وبشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة. تلكم النسخة التي توجت على غرار ما سبقها من نسخ داع صيتها وعظم إسهامها العلمي والثقافي. حيث كانت قبلها النسخة الثالثة بكلية الطب والصيدلة في طنجة، والتي تم تنظيمها في ظل الحجر الصحي خلال جائحة كورونا، مما استدعى مجهودات جبارة لتدبير وتنظيم تلك المرحلة وذاك المؤتمر وفق الشروط والإجراءات الصحية المطلوبة لإنجاح المؤتمر على أحسن وجه، وبالأخص في مجال الصحة. فكان ذلك تمهيدا لمؤتمرنا هذا في هذه النسخة المشرقة. وكانت النسخة الثانية من مؤتمرنا بمراكش إغناء وإضافة في كل المجالات المرتبطة بالنظم الذكية والتنمية المستدامة. وكذلك كانت النسخة الأولى التي نظمت في كلية العلوم والتقنيات بطنجة، التي كانت الشعلة الأولى لهذا المؤتمر الذي مكننا من العمل والتعاون مع هذه النخبة من أهل العلم والاقتصاد والسياسة، والذين أوجه لهم الشكر العميق والترحيب الصادق. وقد كان المؤتمر الفرصة للتنويه بفريقSEHATOKA تحت إشراف البروفسور مصطفى الزياني و الذي يعرض حلا متكاملا للصحة الرقمية عبر أربعة نظم متكاملة في إطار تقديم حلول مغربية 100% ذات جودة عالية في مجال الرقمنة. وبناءً على توصية اللجنة التوجيهية للنسخة الرابعة للمؤتمر، أشار الى إقرار تنظيم 6 قمم عالمية كسلسلة ندوات (The Global Summit Symposium Series)، حيث ستخصص كل ندوة لمجال محدد، وسيلي هذه الندوة 5 ندوات في مجال التعليم والزراعة والطاقة والبيئة والصناعة بكل من مراكشتطوان والرباط. من جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية للصحة الرقمية، وجيه رحالم، أن هذا المؤتمر يعد من بين أكبر التظاهرات على المستوى الوطني في مجال الصحة والرقمنة، مشيرا إلى أن هذا الحدث العلمي يتمحور بشكل أساسي حول التكنولوجيات الحديثة المطبقة في المجال الصحي، بما يلبي حاجة الورش الملكي لتعميم التغطية الصحية. وأشار البروفيسور رحالم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الحدث يجمع بين العديد من الباحثين والخبراء والصناعيين من أجل تبادل ومشاركة خبراتهم في مجال الصحة، موضحا أن هذا المؤتمر عرف التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة، خاصة بين الجمعية والعديد من الفاعلين في مجال الصحة، وبين جامعة محمد السادس لعلوم الصحة وجامعة شيتكارا الهندية. ومن جانبه، أشار الإدريسي نجيب أستاذ بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة وعضو اللجنة التنظيمية إلى أن الدورة الخامسة من هذا المؤتمر تركز على النظام الذكي، مضيفا أنه تم برمجت العديد من الندوات تتعلق أساسا بالأنظمة الذكية لتبادل الملفات الطبية للمرضى، والرقمنة في علم الأورام، والطب الدقيق والتطبيب عن بعد. وأبرز في تصريح مماثل، أن التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية قصوى حيث أنهما يساعدان على التنبؤ بالأمراض، مما يمكن من خفض التكاليف والقضاء على بعض الأمراض، مضيفا أن آفاق تطبيق الذكاء الاصطناعي في المغرب في مجال الصحة واعد. ويهدف هذا المؤتمر بشكل رئيسي، إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا من أجل تحسين جودة ونجاعة الرعاية الصحية، وتبادل المعارف والخبرات بين المهنيين الصحيين والخبراء والجامعيين والباحثين ومناقشة أفضل الممارسات والتطورات الجديدة في مجال الصحة الرقمية. ويشمل هذا الحدث العلمي، تنظيم ستة ندوات حول مواضيع مختلفة، من بينها "التحول الرقمي لإصلاح نظامنا الصحي"، و"الصحة الرقمية والعلاج الإشعاعي"، و"الصحة الرقمية وعلم الأورام"، و"الواقع المعزز والافتراضي في الصحة"، و"أدوات وأساليب المعلوماتية الحيوية في قسم التكنولوجيا الحيوية". وتميز حفل الافتتاح، الذي أقيم بحضور والي جهة الدارالبيضاء – سطات، سعيد أحميدوش، والسفراء المعتمدين لدى المغرب وعلماء وباحثين بارزين، بتكريم الأساتذة الذين ساهموا في نجاح الدورات السابقة لهذا المؤتمر الدولي وتوقيع عدة اتفاقيات شراكة من أجل تعزيز التعاون وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة بالمغرب.