نظمت يوم الثلاثاء 13-12-2022، على هامش المعرض الجهوي للكتاب، ندوة علمية في موضوع : "الموروث الثقافي بين التعريف والتثمين، إقليموزان نموذجا" ، شارك فيها ثلة من الخبراء والأساتذة من أبناء وزان ، تناولوا خلالها بالدرس والتحليل الطرق العلمية والمهنية للتعريف بالموروث الثقافي المتنوع والغني بمدينة وزانوإقليمها. وخلصت الندوة الى ضرورة اعتماد البحث العلمي والاعلام المهني وسيلتين للتعريف بهذا الموروث على طريق تثمينه واعتماده رافعة في التنمية المستدامة. ويبقى تناول الإعلام السمعي البصري-من بين وسائل أخرى- لملف الموروث الثقافي مهما بالنظر إلى العدد الهائل من المتابعين ،باعتبار أنه يروج للمدينة ولمنتوجها السياحي عن طريق تسليط الضوء عليه وتقديمه المعنيين من مستثمرين ومستهلكين من داخل أرض الوطن ومن خارجه.. ومن المعلومأن البرامج الوثائقية ليست بالأمر السهل كما قد يتصور البعض. فهي تحتاج الى البحث المتبصر وإلى الذكاء في التصوير والتعليق والإخراج. وقبل هذا وذاك أن تحترم الواقع وتتعرف على الحقائق في عين المكان، عوض تخيلها واصطناعها بطريقة فجة. فمتى كان" ثقب الأذنين" الخاص بالطفلات يحتفل به في وزان؟! وهل لا تزال المرأة الوزانية تستعمل الحايك وهي تتسوق في أزقتها المتسخة التي لا تشرف تاريخ وزان! وهل طبق الثريد الوزاني بمكوناته يتم تحضيره بتلك الأواني الخزفية البدائية وبطريقة خشنة تسيئ إلى فن الطبخ لدى أهل وزان ؟ وكيف يمكن فهم أن الحفل هو "احتفاء بثقب الأذنين" وإذا به قد تحول إلى احتفال بالزفاف كما تشير إلى ذلك إحدى مقاطع جوق الطقطوقة الجبلية.. عمل ترقيعي ليس إلا!! وهل لا يوجد في وزان مثقفون للحديث عن تراث وزان غير عضو فرقة الطقطوقة الجبلية؟ وهل لا توجد أماكن للتصوير بها غير سوق الفراشة المتسخ لبيع الخضر والدجاج ، وهو يعطي الانطباع أنها قرية بدائية من القرن الماضي !؟ وتبقى من إيجابيات هذه الحلقة من "عبق التراث" ، التي قدمتها قناة الأولى المغربية مساء الثلاثاء27-12-2022، مقارنة بتلك التي خصصت لمدن أخرى مثل شفشاون وفاس وتيزنيت، والتي تم إنجازها بالطرق المهنية وبإشراك النخب بها ، أنها أبانت عن حقيقة أن مدينة وزان أصبحت عبارة عن مدشر كبير لا طعم ولا لون ولا رائحة لها ، فما بالك بعبق تراثها في غياب أي أثر على إشراك النخبة المثقفة والنخبة المنتخبة في إعدادها !!