تناديه عائلته ومقربيه بالعزيز، استوطن والده مرتيل في الخمسينيات من القرن الماضي قادما من قبيلة بني جميل. في السبعينيات من القرن الماضي وفي مستوى الخامسة ثانوي التحق بسلك التعليم وشغل منصب معيد في ثانوية بتطوان وبعدها بثانوية محمد السادس بمجرد افتتاحها في مرتيل. رئيس بلدية مرتيل من 1997 حتى 2009 فاز بمقعد في البرلمان باسم الاتحاد الاشتراكي وبعدها مستقل يحمل رمز السلم، قبل أن يخوض الانتخابات تحت يافطة حزب بنبركة. تقدم للإنتخابات الجماعية سنة 1983 باسم الاتحاد الدستوري. بدأ اشبون مشواره السياسي قريبا من سلطات المخزن، وكان مولعا بكرة القدم وبتنظيم دوري الشباب بمرتيل وهي لا تزال قرية صغيرة، التحق بالاتحاد الاشتراكي بعد انتفاضة 84 على يد مناضلين التحقوا قبله بسنوات، وكانت تجربته الأولى في بداية التسعينيات مناسبة لاكتشاف مواهبه في المُحاججة والاقناع، وتروي مصادر عاشت معه تلك المرحلة أنه أسرع قبل استحقاقات 1997 بتصفية منافسيه داخل الحزب بمرتيل، بما فيهم الذين عبّدوا له الطريق نحو الزعامة، وأحكم قبضته على الحزب مباشرة بعد فوزه برئاسة المجلس البلدي بالمدينة ضد منافسه وخصمه اللذوذ محمد أمنيول الملقب بالبابا. تتذكره الساكنة بقولة شهيرة في تجمع انتخابي مخاطبا سكان الأحياء الفقيرة "إذا وصلت للرئاسة وشفتوني عملت الكرباطة والطوموبيل، عرفوني سْرقتْ" قولة واجهه بها خصومه بمجرد أن وطأ المسؤولية وهو يحمل ربطة عنق، وبعدها بشهور اشترى سيارة من نوع مرسيدس. أصول الرجل وانتماءه إلى عائلة فقيرة ساعده على التواصل مع الساكنة التي وثقت في وعوده وفي الحزب الذي كان يمثله، كانت الظروف ملائمة والدولة محتاجة لوجوه جديدة قادرة على تنفيس الغضب وامتصاص الاحتقان المتراكم بعد عقود طويلة من سيطرة آل امنيول على البلدية، وكان أشبون من النماذج التي تُطمئن الدولة وأجهزتها على قياس البادرينو بوشتى اتباتو ومول أسيما عبد السلام أخوماش في تطوان.. وسرعان ما سطع نجم "العزيز" ليقفز إلى قبة البرلمان ويستكمل سيطرته على الحزب بمرتيل ويتمكن من موقع في القيادة الإقليمية وفي المجلس الاداري الوطني. أصبح محمد أشبون من النافدين في الإقليم وأصبحت المدينة تتحدث عن مظاهر حياته البادخة وانتقاله للعيش في فيلا خارج الحي الشعبي الذي احتضن انطلاقته، وتروي مصادر من العمالة عاصرت مرحلة صعوده أن الأجهزة التي كانت متخوفة من وصول حزب بنبركة للمسؤولية، اكتشفت في الرجل تعاونا استثنائيا وطاعة لم تعهدها في سابقيه من أبناء المخزن الشرعيين. في نهاية التسعينيات أصبح محمد أشبون من أقوياء الحزب وبعلاقات قوية مع رجال المال وآخرون تلفهم مساحات من الغموض، ومنهم أحد الأباطرة الذي حظي برخصة بناء 24 فيلا في منطقة غير مرخصة، والتي أمر العامل اليعقوبي بهدمها بقرار من الرئيس علي منيول، وهو القرار الذي لازالت تداعياته تلاحق الجماعة بعد أن حكمت المحكمة لصالح المتضرر بتعويضات تهدد الجماعة بالإفلاس. ملفات من هذا النوع وأخرى تلاحق الرجل اليوم بعد أن فقد كرسي الرئاسة ومقعده بالبرلمان، وأخرى تتعلق بتهم الفساد ورشوة الناخبين وغيرها من التهم التي استدعته بموجبها الشرطة القضائية بتطوان بأمر من النيابة العامة في شهر ماي الماضي، وكانت موضوع حديث الساكنة ومواقع التواصل الاجتماعي. في عهد هذا الكائن الذي لا زال يسيطر على مقاليد السلطة بفرع حزبه في مرتيل ترسخت الزبونية كأساس علاقة السلطة المنتخبة بالمواطن، وارتبط التشغيل الموسمي ورخص البناء العشوائي بالموالاة لشخص الرئيس، وانتشر سلوك توزيع الأموال والمواد الغدائية مقابل الولاءات العائلية والتصويت، وعرفت مرتيل ظاهرة الحملات الانتخابية على طريقة جمهوريات الموز، وتروي مصادرنا من المدينة أن أسطول السيارات المكتراة في حملته الاتنخابية سنة 2009 وصل إلى 90 سيارة، وطابور من أصحاب السوابق يجوبون شوارع المدينة يهددون الساكنة في مواجهة مع منافسيه من آل أمنيول الذين استعملوا نفس الوسائل وبإمكانيات خيالية لايعرفُ مصدرها، في حين كانت السلطات الموزعة في ولائها بين القوتين تعرف المصادر وتشهد على الخروقات ولا تحركُ ساكنا. في عهده تمت أكبر عملية سطو على أرض وادي مرتيل، وبدعمه ترعرع البناء العشوائي في المدينة وانتصب أحد أكبر الأحياء العشوائية المثيرة للجدل (الديزة)، والذي كان مصدرا لإغتناء مجموعة من السماسرة بدؤوا مشوارهم بالعمل لصالح أشبون بحثا عن أصوات ضحاياهم من الفقراء الوافدين على الحي المنكوب. لاننكر للرجل بعض الإنجازات في جلب بعض مشاريع التنمية من الخارج وفي تنشيط الحياة الثقافية، والتفاعل مع مبادرات تنموية واقتصادية، كما يعترف له خصومه بقدرته على الحوار والتواصل والتحلي بقدر لابأس به من البراغماتية، لكن ميزان منجزاته يبقى مختلا بتجاوزات واختلالات دمرت المدينة وشوهت المشهد السياسي فيها. بعد مايزيد عن 30 سنة من اكتساح الواجهة السياسية بهذه المدينة المنكوبة بنخبتها، لا زال صاحبنا يعاند الزمن والتاريخ ويتهيأُ لسباق الانتخابات الجماعية المقبلة، وكأن المدينة وحزبه لا يتوفران غلى وجوه جديدة على الأقل بسحنتها وبانتمائها لأجيال مابعد هذه الديناصورات. في شمال بوست لا نروم التنقيص من فاعلية حزب الاتحاد الاشتراكي أو غيرُه، ولانتحامل على أحد بقدر ما نروم الكشف عن المستور من تاريخ أشخاص أقل ما يمكن أن يقال في حقهم أنهم أرهقوا هذا الوطن وانتهت مدة صلاحيتهم.. أملنا أن يتفاعل شرفاء هذه الأحزاب مع نبض الشارع الشمالي وبما تمليه عليهم مصلحة الوطن التي هي أكبر من مصالح هؤلاء. يتبع.. بشخصية سياسية أخرى انتهت صلاحيتها.