معروف باسم "صاحب عِمارة أسيما"، يعتبر من دهاقنة السياسة الرديئة، ينتقل من حزب لآخر بسهولة، لا يعرف معنى الخجل، وشعاره "أنا ومن بعدي الطوفان". شخصية فريدة عرفها عالم السياسة الرديئة في شمال المغرب إلى جانب دهاقنة من طينته يسكنون جحورا حزبية يستعملونها منطادا للقفز على المقاعد بأي ثمن. يمارس مهنة السياسة المنحطة منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي. صاحبنا غادر عمله كتقني في وكالة توزيع الماء والكهرباء وأنشأ مقاولة خاصة انطلق من خلالها إلى أول صفقة سياسية سنة 1992 باختياره حزب الحركة الشعبية لخوض الانتخابات الجماعية سنة 1992، وهي السنة التي تؤرخ لرحلاته المكوكية بين الأحزاب والألوان والرموز والقفز من حزب إلى آخر، حيث تقلد سنة 1995 رئاسة جماعة سيدي المنظري حتى 1997. التحق بحزب التجمع الوطني للأحرار سنة 2001، وفاز بمقعد في البرلمان سنة 2002 باسم حزب الحمامة، وفي سنة 2003 ترشح إلى جانب الطالبي العلمي في الانتخابات الجماعية وشغل منصب نائب الرئيس بالجماعة الحضرية إلى غاية 2009. سنة 2009 سيغير صاحبنا جلده السياسي بالقفز نحو حزب العدالة والتنمية غاضبا من التحاق غريمه في الحرفة بوشتى اتباتو بحزب الحمامة، وتروي مصادر قريبة من صاحبنا أنه استشعر صعود العدالة والتنمية، كما تخوف من منافسة الوافد الجديد على الأحرار بوشتى اتباتو الذي غادر الاتحاد الاشتراكي بحثا عن موقع وموطئ قدم في مواقع كان نصيبه منها رئاسة المجلس الإقليمي لتطوان. لم يكن الحدس التجاري لصاحبنا خاطئا وتقلد مع محمد إدعمار نيابة الرئاسة في الجماعة الحضرية بتطوان، وكان يطمح للعب دور رئيسي بحكم تجربته في التدبير الجماعي أمام ضعف تجربة العدالة والتنمية، لكن طموحات الرجل الزائدة في التحكم في ملفات " مكتب الكويت " عجلت بانتهاء زواج المتعة بينه وبين العدالة والتنمية، وانتهت العِدّة الشرعية بطلاقه من حزب بنكيران بعد أن تأكد من استحالة تزكية حزب المصباح لخوضه الانتخابات التشريعية، وانتهت بطرده من منصب النيابة وسحب التفويضات، وهو القرار الذي أثار جدلا حينها بالمدينة، وانتهت الرواية بمغادرته العدالة والتنمية نحو غريمه الشرس حزب الأصالة والمعاصرة.. لكنه وبعد فترة قصيرة عاد مسرعا نحو الحزب الذي انطلق منه سياسيا ومقاولا، حزب الحركة الشعبية. أخوماش كغيره من تجار السياسة، يزاوجُ بين السياسة والتجارة، يتمتع بدهاء سوقي متميِّز، لا يخون مبادئه التي أتت به إلى عالم السياسة، مبادئ أسس لها الوزير البصري بخلق أحزاب من عدم، أحزاب من لا شيء، أحزاب ذاع صيتها بالإدارية، مبادئ صاحبنا وأشباهه من ديناصوات التقصدير السياسي تسمى بمبادئ" الله ينصر من صباح" بمعنى الدفاع عن مصالح شخصية ولو كان ضامنها الشيطان، مبادئ وأهداف تعرفُها قيادات الأحزاب التي تستضيفه لكنها تجد في هؤلاء ماكينة لجلب أصوات ضحاياهم من المواطنين، ضحايا اقتنعوا بأن السياسي حيثُ كان فهو مرادف للكذاب، والقيادات الحزبية لا تختلف عن صاحبنا في حقيقة برامجها، وتستعين بمعاقل مقاومة التغيير في أجهزة الدولة التي تحمي صاحبنا وأشباهه. مثل هؤلاء يصنعون الاحتقان الاجتماعي، ويزرعون الملل والغضب واليأس في أوساط الشباب، ويساهمون في خلق بيئة حاضنة للتطرف، أحد الشباب التطواني أجاب عن سؤالنا بشأن هذا الكائن: "وباراكا 40 سنة من الشطيح والتهومير، خلينا نشوفو شي وجوه جديدة وخا يكونوا شفارة". * يتبع.. بشخصية سياسية أخرى انتهت صلاحيتها.