قام الوفد البرلماني الاسباني ،يوم الخميس 15 يناير الجاري بزيارة لجهة طنجةتطوان ،حيث اطلع أعضاء الوفد ، الذي يقوده رئيسا مجلس الشيوخ، بيو غارسيا ماركيز اسكوديرو، ومجلس النواب، خيسوس بوسادا مورينو ، على بعض المشاريع التنموية الكبرى و معالم عمرانية و حضارية بالمنطقة. وعقد الوفد الاسباني ،صباح اليوم بمقر ولاية طنجة، قبل توجهه الى ميناء طنجة المتوسط، لقاء بحضور رئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله ووالي جهة طنجةتطوان السيد محمد اليعقوبي، تم خلاله تقديم عرض حول المؤهلات الاقتصادية و البنيوية و الجغرافية لجهة طنجةتطوان ،و لمحة عن أهم المشاريع الكبرى، التي تم انجازها أو التي توجد في طور الانجاز . وقال رئيس مجلس الشيوخ الاسباني بيو غارسيا ماركيز-اسكوديرو ، خلال اللقاء ، الذي حضره أيضا برلمانيون مغاربة من الغرفتين وممثلو المركز الجهوي للاستثمار، أن المغرب يعرف في السنوات الأخيرة على المستوى الاقتصادي و البنيات التحتية المنجزة "نموا كبيرا وتحولا ملفتا "،و هو ما يشكل ربحا ليس فقط للمغرب بل و لإسبانيا أيضا . و اعتبر ان هذه الانجازات و هذا التطور يشكل "أرضية صلبة لتكثيف و دعم التعاون البيني ، الذي يعرف بدوره في المرحلة الاخيرة تطورا ملموسا و مضطردا تعكسه كل المؤشرات و المعطيات الرقمية "، مبرزا انه يمكن استغلال هذه الطفرة النوعية لدعم العلاقات الاقتصادية أكثر فاكثر لما فيه مصلحة شعبي البلدين الصديقين . وأضاف ان زيارة الوفد البرلماني الاسباني لجهة طنجةتطوان "مفيدة جدا "على مستويين ، من جهة ستمكن من الاطلاع عن قرب على الانجازات المهمة التي تحققت بالمنطقة و المسار التنموي المتصاعد الذي تعرفه المملكة المغربية عامة، و من جهة أخرى الاطلاع على مقومات آفاق التعاون المثمر بين البلدين ، خاصة و ان جهة طنجةتطوان تعد بوابة مهمة للمقاولات الاسبانية نحو افريقيا كما تشكل بوابة نحو اسبانيا و نحو أوروبا لكسب المزيد من المواقع الاقتصادية . وقال رئيس مجلس النواب الاسباني ، خيسوس بوسادا مورينو بنفس المناسبة ان اطلاع الوفد البرلماني الاسباني على المشاريع الرائدة بجهة طنجةتطوان ، بعد النجاح الباهر الذي عرفته فعاليات المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثالث الذي انعقد بالرباط ، يعزز انفتاح المؤسسة البرلمانية على المغرب أكثر فأكثر ،و هو ما سيمكن ممثلي الشعب الاسباني ، بغرفتي البرلمان ، من التعرف على مؤهلات المنطقة ، التي تشهد في السنوات الاخيرة "نموا جديرا بالاهتمام "، و سيفيد لا محالة في دعم العلاقات الاقتصادية الثنائية ، التي تعيش في الوقت الراهن على "إيقاع مستويات غير مسبوقة تعكس مستوى التقارب السياسي والاقتصادي بين الجارين" . وقال رئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي أن زيارة الوفد الاسباني لجهة طنجةتطوان هي فرصة مناسبة للاطلاع على خصوصيات المنطقة الجغرافية و الحضارية و الثقافية ،كما أنها تعد فرصة للوقوف على التحولات البنيوية العميقة ، التي تشهدها المنطقة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش ، مؤكدا ان هذه الزيارة ستمكن الوفد الاسباني من الاطلاع على المعطيات الميدانية الأساسية ،كآليات خصبة لدعم الروابط الاقتصادية بين البلدين ، الذين يمتلكان نفس الرغبة للمضي قدما في اتجاه بلوغ أسمى مستويات التعاون الاقتصادي ، و تقديم النموذج المثالي ، الذي يمكن ان يكون عليه التعاون شمال جنوب و بين ضفتي المتوسط . و في نفس السياق ، أكد رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله ان التعاون الاقتصادي و السياسي و الأمني بين المغرب و اسبانيا أصبح نموذجيا بكل المقاييس ،و هو ما تعكسه الثقة و الاحترام المتبادلين بين برلمانيي البلدين و المشاركة النوعية للوفد البرلماني الاسباني في منتدى الرباط ،و كذلك زيارة الوفد الاسباني لجهة طنجةتطوان ، مشيرا الى أن زيارة الوفد لجهة طنجةتطوان ستمكن الوفد الاسباني من الوقوف على حقائق تنموية ملموسة و أخذ فكرة شاملة و واضحة عن التحول النوعي ، الذي تعرفه المنطقة اقتصاديا و بنيويا ،و التي تستشرف المستقبل ، الذي يجب أن يراهن عليه البلدان في محيط إقليمي يتسم بالتوتر و اللاستقرار و تراجع بعض الاقتصاديات . و اضاف أن هذه الزيارة لا يمكنها إلا أن تشكل دفعة قوية للبلدين لبناء جسور جديدة للتعاون ،الذي يراعي مصلحة البلدين الآنية و المستقبلية ،و يدعم وشائج الصداقة و حسن الجوار و العلاقات الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية بين البلدين . و خلال زيارة الوفد الاسباني لموقع ميناء طنجة المتوسط ، الذي يوجد في ملتقى الممرات البحرية العالمية ، اطلع على مختلف مرافق و محطات و بنيات الميناء اللوجستيكية (محطة المسافرين و محطة المسافنة والشحن )،و كذا على اهم الانشطة التي يزاولها هذا المرفق على مستوى حركة الملاحة البحرية و معالجة البضائع و نقلها و آليات التصدير و الاستيراد ،و حركة النقل الدولي عبر الميناء ،و كذا على استثمارات القطاع الخاص المغربي و الاجنبي في مختلف مرافق الميناء . كما اطلع الوفد على آليات اشتغال (الوكالة الخاصة طنجة المتوسط ) و الانجازات التي حققها الميناء على مستوى المعالجة و الربط الخارجي و المشاريع المواكبة ، التي تعكس مدى الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير رصيده من البنيات التحتية المينائية ،كما تعرف الوفد على عمل المنطقة الحرة للتجارة الخارجية المجاورة للميناء ، إضافة الى خطوط الربط الطرقي و السككي التي تربط بين المنطقة المينائية و باقي جهات المملكة . وبتطوان، زار الوفد البرلماني الاسباني ، مرفوقا بالسيدين رشيد الطالبي العلمي و محمد الشيخ بيد الله، بعض المعالم العمرانية والحضارية الحديثة ،خاصة منها الحي الجديد (الإنسانتشي)، كنموذج لتلاقح الثقافات الثلاث التي عمرت بالحمامة البيضاء، وساحة مولاي المهدي و شارع محمد الخامس و 10 ماي و الكنسية الكاثوليكية و مقر القنصلية الاسبانية بتطوان . وضم الوفد الإسباني رئيس مجلس الشيوخ، بيو غارسيا ماركيز-اسكوديرو، و مجلس النواب، خيسوس بوسادا مورينو، و ثلاثين نائبا و برلمانيا، إلى جانب عدد من المسؤولين بمجلسي البرلمان الاسباني