إذا كان بعض الأشخاص يبدأون العام الجديد بقرارات جديدة، فإنه بالنسبة للآخرين يشكل شهر رمضان المبارك فرصة لتقييم وإعادة النظر في أنشطتهم الحياتية، وذلك من أجل انطلاقة جديدة عمادها ممارسة الرياضة وتغي ير العادات الغذائية، ثم فقدان بعض الكيلوغرامات في حالة وجود وزن زائد. فهذا الشهر المبارك هو قبل كل شيء له طابع روحاني، وهو أيضا مرادف للعيش المشترك، لأنه في فترة الإفطار تجتمع الأسرة بأكملها حول مائدة مزينة بأطباق شهية من أجل تقاسم لذتها: الشباكية والحريرة والمسمن والبريوات والبغرير والطاجين. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدأون الشهر الكريم بتنزيل قرار تحسين نمط حياتهم الصحية، فإنه من الأفضل الابتعاد ما أمكن عن الأطباق الشهية للمائدة المغربية، إذا كانوا فعلا جديين بشأن التخلص من الوزن الزائد. وحسب الأخصائية في مجال التغذية نيا أميمة، فإن اغتنام فرصة شهر رمضان للتخلص من الوزن الزائد هي فكرة جيدة، لأن للصيام فوائد لاتعد ولا تحصى ( إزالة السموم من الجسم، الوقاية من عدة أمراض مثل أمراض القلب والشرايين والسكري والكوليسترول ...). وقالت، من الناحية العلمية، الصيام لمدة 6 إلى 8 ساعات، يمكن الجسم من أن يغرف من طاقته من الجلوكوز (السكر) المخزن في الكبد، وبمجرد استنفاد الاحتياطيات يتم التصدي للدهون، وهو ما يتسبب في فقدان الوزن". وترى أن الصيام لوحده لا يضمن فقدان الوزن، موضحة أنه يتعين أيضا اتباع سلوك غذائي جيد من أجل بلوغ هذه الأهداف. وشددت أنه من الضروري اللجوء إلى نصائح ومصاحبة اختصاصي في مجال التغذية من أجل الحصول على أفضل نتيجة. ولفتت السيدة نيا، أنه من الضروري أيضا تناول كمية كافية من السعرات الحرارية للحفاظ على الأداء الجيد للجسم، مؤكدة أن تناول كميات قليلة من الطعام لن يسرع بأي شكل من الأشكال من عملية التخلص من الوزن الزائد، لأن ذلك قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات واضطراب في الجسم. ومن النصائح التي قدمتها هذه الاختصاصية، احترام الوجبات الرئيسية الثلاث (الفطور، العشاء، السحور) والتي يجب أن تكون متوازنة من خلال تناول الخبز / الحبوب الكاملة، مع ما لا يقل عن 5 خضروات وفواكه، وحصة أو حصتين من البروتين من أصل حيواني أو نباتي من 2 إلى 3 من منتجات الألبان، ومصدر للسكر الطبيعي لزيادة الطاقة ( التمر، الزبيب، العسل .. إلخ). ويتعين أيضا استهلاك 1.5 إلى 2 لتر من الماء ما بين الفطور والسحور، تضيف نيا أميمة، مشددة على أنه يجب تجنب أي استهلاك للأطباق الدسمة ( الأطعمة المقلية، المعجنات والكعك ...). فإذا كان أي شخص يرغب في اغتنام فرصة الشهر الفضيل من أجل ممارسة أنشطة رياضة بهدف التخلص من الوزن الزائد، فإن هذه الاختصاصية في مجال التغذية تنصح بعدم الشروع فيها في رمضان، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإضرار بالجسم ( الجفاف)، كما أن ممارسة الرياضة قد تؤدي إلى نقص في الطاقة، وهو ما يتسبب في الصداع، واضطراب على مستوى ضربات القلب، وحتى الإغماء. أما بالنسبة للأشخاص الذين تعودوا على ممارسة الأنشطة الرياضة، توصي السيدة نيا بممارستها ساعة واحدة قبل موعد الإفطار، لكن شريطة التوقف فورا في حالة الشعور بالإرهاق أو التوعك. وتبقى الإشارة إلى أن التخلص من الوزن الزائد خلال شهر رمضان من خلال تغيير نمط الحياة أمر ممكن، لكن شريطة اتباع بعض القواعد لتحقيق الهدف المتمثل في الحفاظ على صحة جيدة، والأهم من ذلك هو عدم التخلي عن هذا النمط الجيد من الحياة بعد نهاية الشهر الفضيل، لأن كل الجهود التي بذلت قد تذهب أدراج الرياح. تم نسخ الرابط