كما كان منتظرا، تصدَّر الحزب الشعبي الاسباني اليميني نتائج الانتخابات التشريعية في إسبانيا يوم الأحد 23 يوليوز، وحصل على 136 مقعد (32.91%) مقابل 89 مقعد التي حصل عليها في سنة 2019. وحصل الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني كما لم يكن منتظرا من أغلب استطلاعات الرأي على 122 مقعد (31.77 %) مقابل 120مقعد في انتخابات 2019 ، وفاقت نسبة المشاركة 70%. وفقا لهذه النتائج تراجع حزب فوكس اليميني المتطرف من 52 مقعد الى 33 مقعد، وتراجع بسيط لحزب سومار SUMAR (يسار الحزب الاشتراكي) مع الحفاظ على نتائج حركة بوديموس التي انصهرت في التحالف الجديد بالحصول على 31 مقعد, وتليها الأحزاب الجهوية في كاطالونيا والباسك وكنارياس وغاليسيا التي تعتبر مقاعدها مفتاح تشكيل الحكومة الاتلافية القادمة ، وتؤكد كل المؤشرات أنها ستكون بقيادة بيدرو صانشيص رغم تفوق الحزب الشعبي بعدد المقاعد على الحزب الاشتراكي. فوز عقيم وبطعم المرارة لأن الحزب الشعبي لن يستطيع تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب اليمين المتطرف فوكس كما كانت تشير أغلب استطلاعات الرأي بأيام قبل يوم الاقتراع. تراجع حزب فوكس من 52 مقعد إلى 33 مقعد ورفض الأحزاب الجهوية في كاطالونيا والباسك اليسارية واليمينية دعم حكومة ائتلافية تضم اليمين المتطرف فوكس يجعل من تشكيل حكومة ائتلافية يمينية مستحيلا ( الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة 176 مقعد). في المقابل عبرت أغلب الأحزاب الجهوية الكطلانية والباسكية عن استعدادها للتفاوض حول شروط دعم تشكيل حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين وحركة سومر SUMAR يقودها بيدرو سانشيص. النتائج الانتخابية نزلت بردا وسلاما على الحزب الاشتراكي الاسباني، استطلاعات الرأي كانت تمنح أغلبية مطلقة للحزب الشعبي اليميني مع حزب فوكس اليميني المتطرف، كما كانت الاستطلاعات تتنبأ بانهيار للحزب الاشتراكي العمالي الذي صنع المفاجأة برفع عدد مقاعده بمقعدين, وتراجع فوكس إلى 33 مقعد التي لم تعد كافية للحصول على أغلبية مريحة لتشكيل حكومة ائتلافية. من مفارقات هذه الانتخابات أن الأحزاب الانفصالية في كطالونيا والباسك ستكون لها كلمة الفصل في تشكيل الحكومة الائتلافية القادمة بدعم تحالف الحزب الاشتراكي وحليفه اليساري سومر، أو اختيار بعضها رهان تأزيم الدولة الاسبانية وإنهاكها ب"بلوكاج" يؤدي إلى إعادة الانتخابات، وهذا السيناريو وارد ولو بشكل ضعيف. أقوى الاحتمالات أن يُعيد بيدرو صانشيص تشكيل حكومة ائتلافية مع حركة سومر اليسارية بدعم الحزب الجمهوري الكطلاني(6مقاعد) وحزب بيلدو اليساري الباسكي(6مقاعد) والحزب الوطني الباسكي من وسط اليمين(5مقاعد) وحزب غاليسيا بمقعد واحد، لكن نجاحها يبقى رهين بموقف حزب الزعيم الكطلاني اللاجيء حاليا في بلجيكا، ورئيس جهة كاطالونيا سابقا المشرف على الاستفتاء غير القانوني بويج دي مونت(6مقاعد) بالامتناع عن التصويت لتسهيل انتخاب بيدرو رئيسا للحكومة . في المقابل يبقى شبح البلوكاج وإعادة الانتخابات وارد، ولو أن نتائجها غير مضمونة بالنسبة للحزب الشعبي وحليفه اليميني المتطرف فوكس. من جديد تؤكد هذه النتائج أن زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو صانشيص رجل المفاجآت والتحديات كأنه طائر الفينيق الذي يعود من رماده. مهما كانت النتائج، وحتى في حالة أن استطاع الحزب الشعبي تشكيل الحكومة، لن تتأثر العلاقات المغربية الاسبانية سلبا بذلك، كما لن تتراجع الحكومة المقبلة عن موقفها الجديد من الصحراء واعتبارها لمشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والأمثل، وأن مشروع الاستفتاء أصبح متجاوز تاريخيا وغير قابل للإنجاز، كما عبر عن ذلك صراحة بيدروصانشيص في آخر مهرجان خطابي قبل الاقتراع الأخير. تم نسخ الرابط