لعقود من الزمن احتلت قهوة كاريون الصدارة في فناجين التطوانيين ومقاهيهم، لما كانت تمتاز به من جودة ومذاق لا منافس له بين جميع الماركات الموجودة في السوق حينها. واذا كانت القهوة عادة يدمنها ملايين الناس في أرجاء العالم، فإن كاريون كانت إدمانا شهيا لا يخلو بيت في شمال المغرب منه، منذ تأسيس الشركة بمدينة الحمامة البيضاء من طرف "مانويل كاريون لوبيز" سنة 1924. لكن السر الذي أوقع الناس في حب قهوة كاريون لعقود، تمكنت شركات منافسة في العقد الأخير من حل طلاسيمه، وجعل المنافسة تكون قريبة جدا وربما تتجاوز قهوة التطوانيين التاريخية في أحيان كثيرة، خاصة مع ظهور تجهيزات حديثة ومختبرات لمراقبة الجودة بمواصفات عالية وعالمية، مما مكن المؤسسات المتنافسة من إنتاج أنواع عديدة من القهوة ذات نكهات فريدة جعلت كاريون مجرد قهوة منافسة بعدما كانت متربعة على عرش الفنجان التطواني. ولعل التحول في مزاج شاربي القهوة بالشمال، سيبدأ مع ظهور ماركة قهوة ذهب التي استطاعت الشركة المنتجة لها، جعل الناس يتعلقون بها لما تمتاز به من مذاق ونكهة لا منافس لها، إظافة إلى طرق التسويق الجديدة التي جعلت منها أقرب إلى المستهلك عبر توزيع محلات بيع "الكوفي" في عدد من النقط الرئيسية بمدينتي طنجة وتطوان والشمال عموما تجعل كل محبي القهوة قادرين على الوصول الى فنجان ذهب بسهولة. أصبح المستهلك أقرب من أي وقت مضى إلى اختيار الأجود والألذ في فنجانه استطلاع صغير بين محبي القهوة، يظهر التحول الكبير الذي حدث خلال العقدين الاخيرين حيث انتقل الناس من شرب قهوتهم التاريخية إلى ادمان أنواع جديدة في مقدمتها "ذهب"، ساعدهم في ذلك الانتعاش الكبير الذي حدث في المغرب في مجال الاستثمار والاستيراد، الذي لم يعد يجدي بعض الماركات التي كانت تحتكر السوق مستعينة بمقولة (أنا بوحدي مضوية البلاد). منتوجات القهوة المتنافسة أصبحت أقرب إلى المستهلك وبمختلف الأشكال (حبوب، مطحونة، ملفوفة، فارغة من الهواء، سريعة التحضير، كبسولات…)، ولم يعد الأمر مقتصرا على محتكر واحد أو منافسين اثنين فقط، لذلك أصبح المستهلك أقرب من أي وقت مضى إلى اختيار الأجود والألذ في فنجانه. تم نسخ الرابط