أربعة أيام على انطلاق الحملة الرسمية للانتخابات التشريعية المقررة يوم 8 شتنبر القادم، شرعت مختلف التيارات السياسية بتطوان في حملاتها الدعائية والتي تأتي في خضم الوضعية الوبائية التي تعيشها بلادنا بسبب تفشي فيروس كورونا. وفرضت وزارة الداخلية على الاحزاب السياسية احترام مجموعة من التدابير الاحترازية من خلال استعمال القفازات والكمامات وتحقيق التباعد الجسدي أثناء توزيع المناشير الدعائية. ودفع منع وزارة الداخلية للتجمعات الخطابية خلال الحملة الانتخابية، معظم الأحزاب السياسية والمرشحين إلى استعمال وسائط التواصل الاجتماعي وخاصة صفحات الفايسبوك من أجل الدعاية وتسليط الضوء على برامجهم الانتخابية في محاولة لاستمالة أصوات الناخبين وإقناعهم. وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها المرشحون للمجال الرقمي كوسيلة دعائية بالنظر إلى الاستعمال الكبير لهذا الفضاء من طرف جل الفئات التي يحق لها المشاركة السياسية. ومحليا يبدو الزخم الدعائي مازال محدودا خلال الأيام الأولى لانطلاق الحملة الانتخابية، حيث ينتظر أن ترتفع وثيرتها مع بداية الأسبوع الجاري أي ابتداءا من يوم غد الإثنين، ويظهر من خلال لوائح الأحزاب السياسية أن حزب التجمع الوطني للأحرار تمكن من تغطية معظم الدوائر الانتخابية بتطوان، يليه حزب التقدم والاشتراكية والاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري. وتشير عدد من المعطيات التي تمكنت شمال بوست من الحصول عليها، إلى أن الرتبة الأولى لن تخرج عن نطاق حزب التجمع الوطني للأحرار بحكم قوة لائحته الانتخابية والتي تم تعزيزها بمجموعة من الوجه الجديدة التي كانت شتكل دعامة أساسية لحزب العدالة والتنمية. ويقف حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية على نفس الخط في صراع احتلال الرتبة الثانية على حساب حزب العدالة والتنمية، التي تشير مجموعة من المؤشرات إلى احتمال تعرضه لانتكاسة حقيقة خلال الانتخابات المحلية بالنظر لتراكم مجموعة من العوامل السلبية منها الغضب الشعبي من تسيير الجماعة لمدة 12 سنة، والاستقالات التي زلزلت الحزب وغياب وجوه بارزة في اللائحة المحلية والخلافات الداخلية بين تيار العثماني وتيار بنكيران. حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري سيشكلان ثنائي المطاردة، حيث تبدو حظوظها وافرة لانتزاع عدد من المقاعد خلال الاستحقاقات الجارية على الرغم من أن حملتهما تبدو باردة لحدود الساعة سواء على أرض الواقع أو على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي. ويقف حزب العدالة والتنمية كما تتحدث الكثير من المصادر المطلعة على العملية الانتخابية في موقف صعب على الرغم من محاولته إثبات الذات بالاعتماد على دعم " الأمين بوخبزة " وأنصاره خاصة وأن خصمه اللذوذ " إدعمار" وتياره يغيبون عن اللائحة المحلية. المؤشرات الأولى، وإن بدأت تتضح معالمها على مستوى تقدم بعض الأحزاب السياسية التي تحاول استعادة مكانتها الطبيعية داخل الخريطة الانتخابية بتطوان وبالتالي رسم معالم التحالفات المستقبلية للمكتب المسير لجماعة تطوان،إلا أن ضبابية المشهد مازال يطغى على الساحة السياسية بحكم تراجع بعض القوى المعروفة ومحاولة أخرى إثبات نفسها وتواجدها وبالتالي خلخلة الوضع عند إعلان النتائج.