الرحيل المفاجيء ل"محمد الملاحي" لم يكن فقط خسارة لأهله ومحبيه الذين فوجعوا في واحد من الرجال الصادقين المحبوبين، ولكنه أيضا خسارة وفادحة لحزب القوات الشعبية الذي كان الفقيد الكبير عموده الفقري في اقليمتطوان والشمال عموما. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يفقد فقط واحدا من خيرت أبناءه المخلصين لأهل منطقته، بل خسر أيضا معقلا انتخابيا كان يضمن له مقعدا ثابتا في البرلمان، وهي الخسارة التي ستجعل الاتحاديين يضربون أخماسا في أسداس لتعويض الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل "الشريف الملاحي" إلى دار البقاء. الجميع في اقليمتطوان يعلم أن الراحل "الشريف الملاحي" كان هو الضامن للناخبين والوحيد القادر على التواصل والتنسيق وفك طلاسم العملية الانتخابية لضمان المقعد الاتحادي بتطوان، وتعويضه باسم آخر خلال الانتخابات المزمعة خلال الايام القليلة القادمة يجب أن تراعى فيها وجود شخصية مقبولة ومعروفة لدى التطوانيين وبمقدوره إدارة التركة السياسية الثقيلة للراحل "الشريف الملاحي". الطريق الوحيد أمام الاتحاديين للحفاظ على مقعد (الشريف) تسليم المشعل للنقيب "محمد كمال المهدي" في تعليقهم على الموضوع أجمع أغلب المتابعين للعمل الانتخابي بالمنطقة في حديثهم لشمال بوست أن الوحيد القادر على إنقاد المقعد الاتحادي والحفاظ على كرسي "الشريف" باقليمتطوان هو زعيم المعارضة بجماعة تطوان ونقيب المحامين السابق "محمد كمال المهدي"، الذي استطاع خلال السنوات الاخيرة تسجيل اسمه كأحد أبرز الشخصيات السياسية بالمدينة والاقليم بشكل عام نظرا للخبرة والتجربة التي راكمها منذ عقود. ويجمع العارفون بخبايا العمل الانتخابي بالاقليم أن الطريق الوحيد أمام الاتحاديين للحفاظ على مقعد (الشريف) وعدم التفريط فيه هو نبذ صراعاتهم الشخصية والضغائن المترسبة بين أحفاد المهدي وعمر إكراما لروح الراحل الشريف، وتسليم المشعل للنقيب "محمد كمال المهدي"، لأنه الوحيد حاليا القادر على إدارة دفة قارب الوردة نحو البرلمان على الأقل في الاستحقاقات التي ستجرى في التاسع من الشهر القادم.