استغرب متتبعون للشأن المحلي بتطوان للخرجة الأخيرة للمكتب المسير لجماعة تطوان الذي يرأسه "محمد إدعمار" عن حزب العدالة والتنمية والذي ناقشت لجنته المالية ما أسمته ب"دعم متضرري الفيضانات " بتطوان التي مر عليها أزيد من شهر كامل. لجنة الميزانية والشؤون المالية بجماعة تطوان اجتمعت يوم الإثنين الماضي لدراسة الامكانيات المتاحة لتخفيف آثار فيضانات فاتح مارس الماضي حيث اقترحت تخصيص مبلغ 1,5 مليون درهم، للمساهمة في دعم المتضررين من السيول التي ضربت مدينة تطوان. واعتبر عارفون بخبايا التسيير الجماعي، توصية لجنة المالية التي يبدو أنها انعقد بتعليمات من رئيس الجماعة الترابية "محمد إدعمار" بالبروبغاندا والدعاية الانتخابية للأخير خاصة بعد الانتقادات الحادة التي طالته خلال كارثة الفيضانات بعد أن فضل مصالح حزبه السياسية على مواكبة تداعيات الفيضانات على الحياة العامة بالمدينة. وأكد مصدر موثوق، أن رئيس جماعة تطوان يحاول بهذه الخرجات تضليل الرأي العام بالمدينة أولا واللعب على الوتر الحساس بإظهار تعاطفه مع متضرري الفيضانات، ومن جهة ثانية رمي الكرة في ملعب عمالة تطوان على اعتبار أن ميزانية الجماعة توجد بقرار عاملي ولا يحق ل"إدعمار" صرف اعتماد مالي بهذا الخصوص إلا بموافقة عامل الإقليم والتأشير عليه. ويضيف المصدر، أن الاعتماد المالي الذي اقترحت لجنة الميزانية من أجل طرحه خلال جدول أعمال الدورة القادمة من أجل التصويت عليه، غير عملي بالنظر للعجز المالي الذي تعانية الجماعة حيث توجد الكثير من الملفات الآنية العالقة مثل متأخرات ترقيات الموظفين وديون شركات التدبير المفوض، إذ يتعين على رئيس الجماعة تحويل مبلغ 1.5 مليون درهم من فصل آخر وتخصيصه لمتضرري الفيضانات بالنظر لعدم وجود فصل في الميزانية تحت مسمى بند "الكوارث". وتساءل المصدر، عن المعايير التي سيعتمدها رئيس الجماعة في دعم المتضررين الذين أغلبهم سيكون قد تعافى من أضرار الفيضانات بعد مرور شهر كامل عليها وبالنظر لتدخل مجموعة من فعاليات المجتمع المدني في حينه، حيث تم تقديم مجموعة من المساعدات للعائلات والأسر المتضررة، وبالتالي فإن مساعي "إدعمار" الحالية تدخل في إطار البروبانغدا الانتخابية. وأكد المصدر، أن النقطة المقترحة ستثير نقاشا حادا اذا ما تم اعتمادها في أشغال الدورة القادمة سواء من طرف المعارضة أو بعض أعضاء الأغلبية، على اعتبار أن المقترح يأتي خلال الزمن الانتخابي وهو ما يعد دعاية انتخابية مجانية لرئيس الجماعة وأعضاء حزبه على حساب باقي الأحزاب السياسية بالمدينة.