يحاول سياسيون بتطوان بعضهم فشل في تدبير الشأن المحلي بالمدينة وآخرون متورطون في فضائح التعمير تعليق فشلهم على شماعة السلطة المحلية التي كانوا بالأمس مجرد تابعين طيعين لموظفين نافذين بها قبل أن تطيح بهم وزارة الداخلية مما جعلهم يفقدون الغطاء الذي كان يحمي ويتستر على خروقاتهم وفضائحهم. الفيضانات الأخيرة التي سبق وأن ضربت مدينة تطوان أوائل شهر مارس الجاري، فضحت بشكل كبير سياسيي المدينة والمتحكمون في دواليب تسيير شأنها العام بعد أن فضل رئيس جماعتها تلبية نداء الحزب للإطاحة بالقاسم الانتخابي على النزول شخصيا لتفقد أحوال المتضررين، فيما حاول آخرون الركوب على معاناة المواطنين وإخراج بلطجيتهم من جحورهم لتصفية الحسابات الشخصية مع خصومهم السياسيين. وحدها السلطة المحلية وعلى رأسها عامل إقليمتطوان "يونس النازي" وباشا المدينة مستعينين بقياد الملحقات الإدارية والأعوان من تجندوا للوقوف على الأضرار الناجمة عن الفيضانات والتواصل مع المتضررين من خلال تفعيل عمل لجنة اليقظة الإقليمية والتدخل في النقاط السوداء. وفي الوقت الذي خصصت فيه جماعة تطوان الجرافة التي تملكها لفائدة مستشاري الأغلبية من أجل التدخل في الأحياء التي تعد خزانا انتخابيا لحزب العدالة والتنمية، كان عامل إقليمتطوان "يونس التازي" يسهر شخصيا على تتبع عمل لجنة اليقظة ويتواصل مع رؤساء الجماعات القروية من أجل توفير الجرافات بشكل يساهم في انسيابية عملية التدخلات التي تمت في مناطق متفرقة من المدينة والتسريع بإعادة الحياة لطبيعتها في أقرب وقت ممكن. وتابعت ساكنة المنطقة بشكل مباشر عملية تدخل السلطة المحلية خلال كارثة الفيضانات، حيث حرص عامل الإقليم "التازي" لحظة بلحظة تعبئة جميع الإمكانيات المتاحة من عمال الإنعاش الوطني والشاحنات والجرافات المستعان بها من الجماعات القروية لإعادة الوضع لحالته الطبيعية ورفع الأتربة وإزاحة مخلفات الفيضانات عن مختلف الأحياء المتضررة،إضافة إلى التواصل مع المتضررين وإيجاد حلول فورية وعاجلة لهم. في حين تخلى رئيس الجماعة "محمد إدعمار" بصفته عمدة المدينة الذي صوت عليه المواطنين لخدمة مصالحهم، عن دوره الذي كان من المفترض أن يقوم به خلال هذه الكارثة، ملقيا بثقل المسؤولية على عامل الإقليم "يونس التازي" الذي كان في مستوى تطلعات المهمة المنوطة بها كممثل لصاحب الجلالة محمد السادس على عاصمته الصيفية. ولم يرق حسب مصادر متطابقة، تدخل عامل الإقليم بشكل مباشر ومعه مختلف المصالح المعنية خلال كارثة الفيضانات، لبعض السياسيين بالمدينة الذين أحسوا بسحب البساط من تحت أقدامهم، حيث حرموا من ورقة مهمة لممارسة حملة انتخابية سابقة لأوانها في الأحياء المتضررة والتي يعتبرونها خزانا انتخابيا لهم. ولم تخف المصادر، عقد خصماء الأمس لحلف مؤقت ولو بشكل غير مباشر يستهدف الإضرار بسمعة عامل إقليمتطوان "يونس التازي" والترويج لدى أنصارهم وبلطجيتهم بوجود علاقات مع مستويات عليا بالدولة ستساعدهم على الإطاحة بالعامل الذي بات يقف في وجه طموحاتهم السياسية على الرغم من إجماع الرأي العام على فشلهم في تدبير الشأن المحلي.