تتواصل بالمعبر الحدودي باب سبتة، لعبة شد الحبل بين السلطات الاسبانية بالمدينةالمحتلة والجمارك المغربية، وبين الاخيرة ومئات المهربين من جانب 0خر، حيث تحول العبور نحو الأراضي المغربية أشبه بالمرور من الجحيم بفعل ساعات الانتظار الطويلة. السياسة الناعمة والتدريجية التي استخدمتها السلطات المغربية لمنع التهريب عبر المعبر الحدودي تسببت بشكل مباشر في خسائر كبيرة لعشرات التجار السبتيين الذين نظموا وقفات وأشكال احتجاجية مختلفة للضغط على حكومة مدينتهم لإيجاد حل لوضعهم الاقتصادي الذي انهار بشكل دراماتيكي. بدورها منيت مافيا التهريب من باب سبتة بنكسة غير مسبوقة بعد إغلاق معبر طرخال 2 بشكل نهائي، والسماح بتمرير كمية محدودة من السلع عبر معبر باب سبتة الشيء الذي أنعش المهربين البسطاء الذين تسهل مراقبة السلع القليلة التي يمررونها ويمكن التحكم في أنواعها بما يحفظ الاقتصاد الوطني ويدعم مراقبة تهريب المؤثرات العقلية وباقي أنواع المخدرات. الاجراءات الجديدة التي فعلتها الجمارك المغربية، لقيت ردود فعل غاضبة من الجانب الاسباني، حيث صرح في أكثر من مناسبة رئيس بلدية المدينةالمحتلة “خوان فيفاس” بكون اجراءات منع التهريب تعتبر عملا عدائيا يلحق الأذى بسكان سبتة منذ سنة 2018، مؤكدا أن حسن الجوار والصداقة أمران مطلوبان، لكن لا يمكن الاعتماد عليهما في الأمور الإستراتيجية. تصريحات “فيفاس” تمت بالموازات مع بداية سلطات سبتة العمل بخطة جديدة تتمثل في عرقلة خروج مئات المسافرين والسياح والعابرين للمدينة، وذلك عبر وضعهم في نفس ساحة الانتظار إلى جانب سيارات المهربين عكس ما كان معمولا به سابقا من فصل بين الجانبين، وذلك لإرباك عمل الجمارك المغربية ودفع وتوجيه السياح والمسافرين المغاربة للاحتجاج واتهام الجانب المغربي بعدم مراعاة الجوانب الانسانية والاهتمام بمواطنيه، كما حدث ليلة الجمعة الماضية. وتهدف هذه الاستراتيجية التي شرعت فيها سلطات سبتة للضغط على الجانب المغربي من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقا وإرغام الجمارك على التعامل مع مركبات التهريب كواقع. مافيا التهريب خاصة السلع المحضورة كالخمور والفواكه الجافة والتوابل… الذين تسببت لهم القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها عليهم السلطات الجمركية المغربية، دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية الاثنين القادم أمام بوابة المعبر الحدودي للتنديد بمنع التهريب والدعوة لإعادة الوضع لما كان عليه. مصدر رسمي مطلع أكد لشمال بوست، أن السلطات المغربية واعية بكل الخطط التي تدبر لإفشال الاستراتيجية التي تتم بشكل تدريجي لتغيير الصورة السابقة عن معبر سبتة وإنهاء التهريب به بشكل نهائي، وأضاف، أن تدارس إنشاء منطقة تجارية حرة بالفنيدق، وإخراجها إلى حيز الوجود كفيل بتغيير وجه المنطقة وتنميتها وحفظ كرامة أبناءها الذين طالما وصموا بكونهم مهربين.