على خلفية فضائح لقاء نهائي كأس إفريقيا التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية، كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد قررت اللجوء إلى الاتحاد الدولي للكرة فيفا وإلى المحكمة الرياضية الدولية طاس، من أجل الترافع على حقوق نادي الوداد، في مواجهة أخطبوط الفساد المهيمن على بنيات الاتحاد الإفريقي. وانسجاماّ مع ذلك، أكد فوزي لقجع إعداد الجامعة بتنسيق مع إدارة الوداد لملف متكامل، يوثّق مجمل الخروقات التنظيمية والتقنية والتحكيمية، التي عرفتها المباراة، لعرضها غدا الثلاثاء 4 يونيو 2019 ، على أنظار اجتماع المكتب التنفيذي للكاف الذي ستحتضنه العاصمة باريس. وتعتبر القرارات المنبثقة عن اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية في أبعادها التزاما دوليا، يتجاوز موضوع عرض مهزلة رادس على الكاف واجتماعه التنفيذي، إلى حتمية نقلها إلى زوريخ ولوزان، بهدف الكشف عما جرى، وتحديد المسؤوليات عن ذلك، واتخاذ القرارات اللازمة من قبل مؤسسة فيفا والطاس، لكي يساهم المغرب البلد المستهدفة أنديته ونهضته الكروية في إصلاح منظومة الكرة الإفريقية، وإجبار الاتحاد الإفريقي على ملاءمة قوانينه وأشكال تنظيمه لمنافساته القارية، مع قوانين فيفا ومع تجارب التنافس المتقدمة دوليا في المعمورن ووضع حدّ للوبي الفساد وللمسلكيات المتحكمة في دوائره. وبما أن المغرب، قد أعلن حربه صراحة ضد أخطبوط الفساد في الاتحاد الإفريقي، وضد تخلّف بنياته العتيقة عن مشهد الكرة العالمية، لا بدّ وأن يبحث في معركته هاته، عن أصوات إفريقية مساندة له ومستنكرة لما يجري في اتحاد قارتها الكروي، كما عليه أن يدعم موقفه بالضرورة، بما ستنتهي إليه فيفا من قرارات بشأن مهزلة رادس أولا، وبما ستصدره من توصيات وتوجيهات للاتحاد الإفريقي ثانيا، حيث المنافسات الإفريقية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، ليست بمعزل عن قوانين الاتحاد الدولي ولا عن سلطته، مادام التباري الإفريقي يؤهل في جزء منه لمنافسة القارات الأخرى على مستوى كأس العالم والقارات. إن حربا من هذا القبيل، يقتضي الدخول في غمارها، الاستعانة بالخبراء في مجال الترافع الدولي أمام الهيئات الرياضية المختصة، خبراء متحكمون في كيفية إعداد ملف الدفوعات، ومتمكّنون من القوانين التي تؤطر عمل الاتحاد الإفريقي، ومن مدى تلاؤمها مع قوانين فيفا. طبعا، خبراء قادرون بمساعدة تقنيين أيضا، على إعداد ملف متكامل لكرونولوجيا المهزلة من بدايتها إلى نهايتها إلى تفاعلاتها وانعكاساتها، وما عرفته من خروقات وتجاوزات من قبل كافة المتدخلين والمعنيين بتنظيم نهائي الكاف، سواء في محطته الأولى بالرباط والثانية بتونس. علما أن الآجال الممكنة للترافع أمام الاتحاد الإفريقي ومؤسستي فيفا وطاس محددة طبقا للقوانين المعمول بها بالزمن، وهو ما يفترض تفعيل قرارات الجامعة المغربية ونادي الوداد على نحو من السرعة والاستعجال. وعليه فإن تدويل حرب رادس القذرة على حقوق نادي الوداد الرياضي المغربي، سواء باستغلال إمكانية اللجوء إلى فيفا وطاس بحثا عن العدالة والإنصاف، أو باستثمار ذهول وسائل الإعلام الدولية التي أثارت في قنواتها وفي عناوينها البارزة مشاهد الظلم والانحياز، وفضائح التنظيم والتحكيم لنهائي كأس إفريقيا برادس، والقرار الغريب لتتويج الترجي التونسي بكأس لا يستحقها على مستوى التباري بشهادة العالم. وفي هذا السياق فإن الحرب الإعلامية من زاوية الدفاع عن الحق المسلوب من الوداد، وكشف خروقات التحكيم بقيادة البطل الغامبي غاساما، وتصرفات الاتحاد الإفريقي في ظل حضور رئيسه أحمد أحمد، والمسلكيات الدنيئة لمسؤولي الاتحاد التونسي وفريق الترجي، وسخافة الإعلام المتحيز للروايات التونسية، لا تقل أهمية عن المعركة القانونية، خاصة وأن الصحافة الرياضية التونسية متوغلة في القنوات الدولية الناطقة بالعربية، وعلى صلة وطيدة بالقنوات الأجنبية والصحافة غير العربية.