أطلقت مقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة خدمة فريدة من نوعها أسمتها “إسعاف”، تروم مساعدة الأسر المعوزة على التنقل إلى المستشفى بتوفير سيارة إسعاف لنقل المرضى داخل وخارج المدار الحضري. وقد لاقت المبادرة استحسانا من لدن مجموعة من ساكنة المنطقة، نظرا لتسهيلها واحدة من مراحل العلاج، المتمثلة في التنقل، خصوصا لذوي الأمراض المزمنة. للتعرف أكثر على تفاصيل هذه الخدمة، تواصلت هسبريس مع محمد خيّي، رئيس المقاطعة سالفة الذكر، الذي أوضح قائلا: “خدمة (إسعاف) هي خدمة اجتماعية جديدة مجانية تأتي في إطار سعي المقاطعة الدائم إلى تطوير خدماتها الاجتماعية، خصوصا في مقاطعة بني مكادة التي نعرف أن نسيجها الاجتماعي في أمس الحاجة إلى مثل هذه الخدمات”. وأضاف خيّي: “هي أيضا خدمة تأتي بعد خدمة (إكرام)، التي تهم مساعدة الأسر المعوزة من خلال شباك خاص بالمصلحة الاجتماعية يعنى بالوفيات ويسعى إلى تسهيل الخدمات اللازمة لأهل الميت بدءا من معاينة الوفاة من قبل طبيب المصلحة، إضافة إلى التكفل بنقل الجنازة عبر سيارة نقل الأموات داخل المجال الترابي للمقاطعة وخارجها، فضلا عن تبسيط المساطر الإدارية المتعلقة بالدفن، وتقديم معدات الجنائز، والمتمثلة في خيمة كاملة التجهيز بالإنارة والموائد والكراسي اللازمة”. وعودةً إلى خدمة “إسعاف”، أورد رئيس مقاطعة بني مكادة أن إطلاقها جاء بعد استقبال المقاطعة لحالات مرضى من ذوي الأسر المعوزة، وبحالات مستعصية تتطلب التنقل العاجل إلى مدينة الرباط أو الدارالبيضاء، ويطالب أصحابها بتوفير النقل ولو على سيارة نقل الأموات من خلال خدمة “إكرام””. وزاد خيّي: “أمام هذه الحالات، وأمام عدم إمكانية نقل المريض في سيارة لنقل الموتى، جاءتنا فكرة البحث عن إمكانية لتلبية هذا الاحتياج الاجتماعي، فقمنا برصد اعتمادات مالية لتوفير الخدمة، حيث تعاقدنا مع شركة خاصة لهذا الغرض”. وعن تفاصيل طلب الخدمة، يضيف المتحدث: “يتم الأمر من خلال توجه المعني بالأمر إلى المصلحة الاجتماعية بالمقاطعة، التي تعمل بتنسيق مع المكتب الصحي، حيث يتم تقديم طلب ليطلع عليه رئيس المكتب الصحي ثم يعطي الموافقة، قبل أن تقدم المصلحة الاجتماعية على عملية النقل من المستشفى إلى البيت أو العكس”. ووفق خيّي دائما، فإن عملية نقل المريض بواسطة الشركات الخاصة مكلفة جدا “وقد تصل إلى 4000 درهم من أجل النقل إلى الرباط مثلا.. لهذا، نحاول ما أمكن أن نخفف عنهم هذا العبء، الذي ينضاف إلى تكلفة الاستشفاء المرتفعة بصفة عامة، فإذا قمنا بجزء منها نكون قد قدمنا خدمة إلى المواطن، وقمنا بجزء من واجبنا تجاه هذه الشرائح المعوزة ممن يعانون بصمت”.