إن تبخيس الحراك التلاميذي 2018، ينم عن تدني الوعي لدى “النخبة' المغربية ويعكس غياب الوعي التاريخي لديها ناهيك عن فقدانها للبوصلة كما تحمل في طياتها تبخيسا للدور المرتقب للشباب في التغيير الديمقراطي في البلاد. إن احتجاجات التلاميذ، لا يمكن اختزالها في مجرد المطالبة بالتراجع عن قرار الحكومة القاضي بالاحتفاظ بالتوقيت الصيفي بدليل أن الشعارات القوية التي رفعها الحراك تتجاوز ذلك بالاحتجاج على التجنيد الاجباري وعلى الزيادة الصاروخية في الاسعار التي اكتوى بنارها الأباء مع الدخول المدرسي الجديد وبالمطالبة بتعليم عمومي جيد بل وبإسقاط الحكومة: ماتخلعوناش بالتجنيد ** جيل 2000 ماشي عبيد العثماني يا بليد ** قهرتينا بزيد او زيد هذا عيب هذا عار** التعليم في خطر العثماني سير فحالك** الحكومة ماشي ديالك غير أن الإعلام المخزني اليوم، يسوق في إطار خطته التبخيسية لنضالات الشعب المغربي كعادته، ما يفيد اختزال الحراك التلاميذي طبعة 2018 في عبارة “بغينا غير ساعتنا القديمة” وقام جيش الكتروني تابع للاصولية الدينية والمخزنية بإحداث لوحات تبخيسية يروج لها في الفضاءات الفيسبوكية وللأسف هناك اليوم من يساهم بوعي أو بدونه وبالمجان في نشر نفس الاكذوبة. وقد يلجأ المخزن، فيما بعد، إلى تخوين الحراك التلاميذي السلمي واتهامه بتخريب الممتلكات العمومية وزرع الفتنة والبلبلة. في حين أن الاحتجاج على ترسيم التوقيت الصيفي شكل ” النقطة التي أفاضت الكأس” للاحتجاج على السياسات العمومية اللاديمقراطية واللاشعبية التي تضرب المصلحة العامة للشعب المغربي و توافق فقط مصلحة الطبقة المسيطرة في المجتمع ويعكس كذلك الاحتقان الاجتماعي الخطير داخل المجتمع المغربي. فالمد النضالي القوي الذي طبع فترة السبعينات وتخلف جزء من اليسار في الانخراط فيه كانت بذوره تأتي من الحركة التلاميذية، فهل نعيد اليوم إنتاج نفس أخطاء الأمس؟