يحمل همه بين جوانحه. ولهذا الشعب عبد الإله أبعصيص وطن يستحقه. شاركت في المسيرة التي دعت لها فيدرالية اليسار الديمقراطي وعديد فعاليات “يسارية تقدمية دمقراطية” الى جانب رفيقات ورفاق تحملوا مشاق السفر والحر من مدن عدة (ليس منة بل تقل من الواجب تجاه من هم خلف قضبان الكرامة والعزة ولكن من باب تقدير الموقف لاغير). من أقصى الشرق حيث وجدة وأحفير وبركان إلى أقصى الشمال حيث طنجة والشاون وتطوان…إلى اقصى الجنوب حيث أكادير ومراكش وغيرها كثير من مدن. الوطن لعل أبرز المشاركين فيها أصدقاء وصديقات حجوا من الريف الشامخ الأبي حيث الحسيمة والناضور .حضرنا جميعا خلف عائلات الابطال الذين رفعوا صوتهم في وجه الظلم الذي طالنا وطالهم.نعم حضرنا وصرخنا ونددنا. “هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة”، “الشعب يريد سراح المعتقل…” شعارات رددتها بملء الصوت ورددها معي شباب في عمر الستين. نعم شباب في عمر الستين. لا يهم عدد السنين فقد جاورت في المسيرة نخلا شاخ لكنه مايزال قادرا على طرح تمر نخوة المغربي الاصيل. كلهم شباب جاوزوا عمري بكثير لكني خجلت من صوتهم وهو يصرخ بأعلى ما أوتوا من حسرة على وطن يعبث به العابثون. وجاورت شبابا بعمر الاقحوان انغمس بالوطن وضاق درعا بالتسلط والفساد والاستبداد. شاركت في المسيرة خجلا من بسمة طفل حوكم بتهمة حب الوطن. شاركت خوفا من ياسر أو عمار أو روفة غدا. عندما يسألوني أين كنت حينما زج بهؤلاء الأبرار في سجون العار. شاركت حتى لا تطاردني وجوه أهلي بالريف وهي تصرخ من شدة ألم “الشيميو”الذي لازالو ينتقلون لعاصمة وطن خونهم رعاعه ليأخدوا حصتهم من عذابه. وشاركت لاني ابن هذا الوطن مهما قسى…لكني وانا في طريق العودة متعبا سألت نفسي الآن وقد نجحت مسيرة اليوم. رغم كيد من يضيق صدرهم من كل نجاح (مادام اعتبرنا ان نسبة المشاركة المعتبرة دليل نجاح بغض النظر عن الصمم المزمن الذي تعاني منه الدولة لكن آذان الزفزافي وجلول والحنودي وغيرهم كثير سمعت وصدقت) اصطففنا بالآلاف وصدحنا بكل ما اوتينا من غضب ايكفي هذا؟ ما العمل الآن؟ انهم لازالو خلف القضبان؟ كيف نطلق سراحهم/سراح الوطن؟