دخل فريق المغرب التطواني مرحلة الاحتضار قبل وضعه في النعش وتشييعه لمثواه الأخير، وقراءة الجماهير للفاتحة ترحما على فريق توج بلقبين للدوري الاحترافي ووصل لدور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، قبل أن تلفه الأمراض من كل جانب ويجد نفسه طريح فراش الموت. مقربون من النادي يدقون كل يوم ناقوس الخطر بشأن مستقبل الفريق في ظل الفوضى التي خلفتها استقالة الرئيس عبد المالك أبرون وما تبعها من فراغ إداري في ظل عجز المكتب المسير عن البث في موضوعها وترك أمر الحسم فيها إلى غاية الجمع العام القادم. نزيف رحيل اللاعبين مستمر يوما بعد آخر، حيث غادر أبرز ركائز الفريق متوجهين صوب فرقهم الجديدة بحثا عن مستقبل آخر بعيدا عن قلعة الحمامة البيضاء ( اليوسفي، مابيدي، الموساوي، جبرون، زكرياء الوردي ) وآخرون التحقوا بفرقهم الأصلية بعد انتهاء فترة الإعارة. كل هؤلاء خلفوا فراغا مهولا بالنادي بعدما لم يجدوا مسؤولا يجالسهم ويحاورهم بشأن تجديد عقودهم واستمرارهم مع الفريق للمواسم المقبلة، حتى أن أحد المقربين من الفريق علق على الأمر في دردشة خاصة ( بقا فالفريق غير كروش، والمكعازي، وبلعروصي). الأزمة المالية التي تعصف بالنادي، جراء الديون المترتبة عنه لفائدة عدد من اللاعبين والمدرب الإسباني “لوبيرا” دفعت بعضهم إلى الاحتكام للجامعة وآخرون للفيفا من أجل استخلاص مستحقاتهم المترتبة على النادي، ستحرم المكتب المسير القادم من إجراء أية تعاقدات جديدة خلال الموسم الرياضي الجديد في ظل القوانين الجديدة لجامعة الكرة والتي تمنع اي نادي من إبرام تعاقدات إذا كانت وضعيته المالية غير سليمة. من الجهة التقنية ورغم تحقيق المدرب عبد الواحد بنحساين لإنجاز تاريخي وتمكنه رفقة اللاعبين ودعم الجماهير من الحفاظ على مكانة الفريق في دوري المحترفين، إلا أن المكتب المسير لم يتقدم لحدود الساعة بأي عرض جديد للمدرب من أجل الاستمرار على رأس الإدارة الفنية وهو ما قد يدفعه للبحث عن آفاق جديدة بعيدا عن مدرجات ملعب سانية الرمل. المغرب التطواني سيدفع غاليا سياسة الارتباط بالشخص “عبد المالك أبرون” بدل الارتباط بالمكتب المسير، على الرغم من أن تطوان كلها تجمع على أن “ابرون” قدم للمغرب التطواني ما لم يقدمه رئيس من قبل، بكل إيجابياته وسلبياته على مدى السنوات التي قضاها على رأس الفريق، وهو الأمر الذي أدخل الفريق في دوامة فراغ إداري مهول بعد تقديم استقالته وتصريحه في أكثر من مناسبة عزمه عدم الاستمرار، وعجز بقية أعضاء المكتب بمن فيهم نائب الرئيس “رضوان الغازي” اتخاذ قرارات تهم مستقبل الفريق وفي انتظار عقد الجمع العام المقبل، تضع الجماهير التطوانية ومحبي وأنصار النادي أيديها على قلوبها بخصوص مستقبل الفريق أمام ما يعرفه من نزيف على المستوى المادي والتقني، والذي يتخوف أن يعرف مصير أندية مغربية عريقة كالنادي المكناسي وشباب المحمدية ونهضة سطات وفرق أخرى كان يضرب بها المثل ويحسب لها ألف حساب قبل أن تجد نفسها تعانق الأقسام السفلى وتعجز عن الانبعاث من رمادها.