أيام قليلة تفصل المواطنين بعمالة المضيقالفنيدق عن الاعلان الرسمي عن تاريخ إجراء إعادة الانتخابات التشريعية الجزئية بعد إلغاء مقعد البرلماني السابق ورئيس المجلس الترابي للمضيق “أحمد المرابط السوسي”. الأحزاب السياسية الناشطة بعمالة المضيقالفنيدق لم تعلن بعد بشكل رسمي عن أسماء مرشحيها الذين سيخوضون منافسة الحصول على مقعد بالتأكيد سيضمن راتبا ضخما وتقاعدا مريحا للفائز به ورقما مضافا لحزبه داخل قبة البرلمان ولا شيء آخر لسكان المنطقة. ومن خلال التسريبات والاشاعات المتداولة يبدو أن أغلب الأحزاب التقليدية بالمنطقة قد لا تخرج عن المألوف وفي مقدمتها حزبي التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة اللذان قد يعيدا تزكية نفس الوجوه التي أصبحت مستهلكة وتزيد من إحباط ونفور المواطنين وابتعادهم عن الشأن السياسي الحزبي، وتزيد في نسبة مقاطعة العملية الانتخابية. أحمد المرابط السوسي بالنسبة لحزب أخنوش، الذي لا زال يصارع الأمواج العاتية للمقاطعة الاقتصادية، بالتأكيد لن يرضى رجله في المنطقة “المرابط السوسي” بغير إعادة الكرَّة ودخول منافسة بطعم الانتقام لإعادة مقعده الذي ألغي على حين هفوة تسببت فيها صورة لم يكن “السوسي” يعلم تداعيات وضعها في صفحته الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي فايسبوك. السوسي، يعلم جيدا أن الأمر هذه المرة ليس كسابقه، وأن الترشح في ظل حملة كبيرة وطنيا ومحليا رأس أمين عام حزبه “أخنوش” هو المطلوب رقم واحد فيها، مغامرة ليست بالسهلة، لكن غياب منافس شاب غير مستهلك، ووجوده على رأس المجلس الترابي للمضيق معقله الانتخابي، عوامل تضعه كمرشح وحيد قد يعيد مقعده المفقود، في انتظار مفاجآت قد تعيد للعملية الانتخابية معناها السياسي. أحمد التهامي حزب الأصالة والمعاصرة الخارج توََّا من مخاض إبعاد رجله القوي “الياس العماري” وتعيين “حكيم بنشماس” أمينا عاما له، قد يعيد خطأه السابق ويزكي “أحمد التهامي” دكتور البرج العاجي الذي لا يذكر اسمه ولا يظهر أمام الناس إلا أثناء مواسم الترشح والانتخابات. الدفع مرة أخرى بالتهامي المعزول شعبيا والغير المعروف خارج مدينة الفنيدق بل وداخلها أيضا، ربما يكون إقرارا من حزب بنشماس أن الأمر داخل البام تحسمه قرارات الأعيان والشيوخ وليس تجديد النخب وتشبيبها كما يروج الحزب عن نفسه مرارا. صناع القرار الحقيقيين أو الدولة العميقة كما تسمى في لغة العارفين، أمام اختبار إعادة الثقة للمواطنين في العمل الحزبي والسياسي، والعملية الانتخابية الجزئية بعمالة المضيقالفنيدق مختبر تجربة وتمرين كبير سيسبق انتخابات 2021 التشريعية، لقياس مدى تضرر العملية السياسية والمشاركة الانتخابية المتضررة أصلا، فالانتخابات القادمة لن تكون كسابقاتها خاصة بعد حراك الريف وجرادة ونجاح حملة المقاطعة الشعبية التي سيكون لها تأثير على الشأن السياسي بكل تأكيد، يضاف إلى ذلك غضب عاهل البلاد، المعلن من خلال خطب رسمية، من الدور السلبي الذي أصبحت تلعبه الأحزاب السياسية والعقم الذي أصبحت عليه أيضا. * شمال بوست ستتابع بالتحليل التمرين الانتخابي الذي ستعرفه عمالة المضيقالفنيدق، وستخصص مقالات متميزة وحوارات مع فاعلين سياسيين حول الموضوع.