الجيل القادم هو جيل الأنفوميديا بدون منازع، ولاريب، جيل الصراعات التكنولوجيا، وجيل المعلوميات السحابية وBigData، لهذا هناك حرب ضاربة من أجل التسابق لتشييد البنية الأساسية القومية الجديدة، بين كبريات عادل أولاد محند : خبير مايكروسوفت والتسويق الإلكتروني الشركات العالمية. والظاهر من الواقع أن كل من شركات الهواتف الذكية والحواسيب وحتى شركات الألعاب تقاسمت هذه الكعكة فيما بينها. لدى سيكون لزاما على الدول النامية والفقيرة- فقيرة التكنولوجيا- تغيير أساليب تعليمها، واقتصادها، كما على أصحاب الصناعات والخدمات والزراعة وغيرها دخول الأسواق الإلكترونية رغما عنها وليس اختيارا منها. وعلى حكومات هذه الشعوب أن تسرع في التفكير لإنشاء العملات الإلكترونية، وعلى مواطنيها التأقلم مع عالم تتلاشى فيه النقود المعدنية والعملات الورقية بشكل متسارع، والواقع يؤكد لنا ذلك حيث أن البيتكوين أصبح يتصدر كل عملات العالم حتى الدولار نفسه. وعلى الناشرين التأقلم غصبا على إنشاء كتب بدون استعمال الورق والحبر، وعلى الوكلاء التجاريون تعلم البرمجيات وإما سيجدون أنفسهم خارج اللعبة تماما. كما على الحكومات إنفاق الملايير من الدولارات للدخول إلى الحكومات الذكية، وإلا ستجد نفسها أيضا خارج التاريخ الإنساني الجديد الذي يتشكل بسرعة البرق، وكذلك على كل القطاعات الصناعية والاقتصادية امتلاك ناصية التكنولوجيا وخدمات الأنفوميديا، لأنها مطالبة بحماية نفسها من عمالقة العالم الرأسمالي التكنولوجي، بتغيير أساليبها ومنتوجاتها وفهم كيفية تسويقها بطرق جديدة ومختلفة، لأن منافسيها في العالم الآخر – المتقدم تكنولوجيا- على دراية واسعة بمعطيات التكنولوجيات والبيانات الضخمة الهائلة، وهذا سيسمح للقادة فقط للتنفيس عن مجتمعاتها اقتصاديا وصناعيا أما غيرهم فسيضطرون لمشاهدة الفيلم الجديد إلى غاية النهاية، لاهثين في محاولة فهم القصة ! كما أن الدول المتقدمة تكنولوجيا نفسها تراجع أيام العمل في برلمانها لتصبح ثلاث أيام في الأسبوع فقط، وتراجع الرواتب والأجور، وهو تحدي صعب للدول الفقيرة تكنولوجيا… ومن جهة هناك تحديات خطيرة وأساسية ستواجه الجميع، بدخولهم لعالم الأنفوميديا، فهل ستستفيد منها الشعوب لتحقيق المتعة والراحة؟ أم أنها ستعمل على إدمان الشعوب على الأنفوميديا، وتحرير عقولها من أية مسؤولية؟! وماهي القيم الجديدة التي سيكتسبها المجتمع أو سوف يضيفها على الأنفوميديا؟ حيث التأثير في الاتجاهين معا. وما دور الحكومات في حماية مواطنيها من استغلال بياناتهم من طرف الشركات العملاقة في مجال الأنفوميديا؟ أم ستضل تنظر وتراقب من بعيد استغلال شعوبها من طرف تلك الشركات؟ إن الأنفوميديا تثير أخطر القضايا الاجتماعية والسياسية في القرن. اعتبرت التكنولوجيا في بداية الحواسيب والألياف انتهاكا وخرقا لخصوصيات المجتمعات في العالم، أما الآن فشركات الحواسيب والاتصالات تغير العالم السياسي والاقتصادي، وما هذا ببعيد عنا، فما حدث في الانتخابات العالمية في كبرى وأقوى الدول العالمية، دليل على قوة تحويل النتائج السياسية في العالم. إن القوى العالمية تسارع إلى الأنترنيت عبر الألياف وإنشاء الطرق الإلكترونية الفائقة السرعة 5G – يصل قوة الصبيب فيها إلى 100 مرة أقصى سرعة في 4G، وتنتقل 500 كيلومتر في الساعة ب 10 جيجا بايت في الثانية، وما لا يقل عن تنزيل s /Gb 20 وتحميل s /Gb 10 لكل محطة أساسية – من طرف أوروبا وأمريكا وآسيا، دليل على تحديد القدرة والهيمنة مستقبلا على الصناعات التكنولوجيا وخدمات الأنفوميديا ستكون في أيدي الأكثر تفوقا تكنولوجيا، وستخلق معها ملايين من فرص العمل، وفي نفس الوقت ستدفع بالآخرين إلى حافة الخطر. إن الزمن والتقدم لا ينفصلان، كلما تغيرت الأدوات وتضاربت التكنولوجيات المعلوماتية والوسائط الإعلامية والاتصالات، أدركنا أن العالم يتم صياغته من جديد، وأن القوى العظمى ستتغير من أيادي لأخرى، وأن القوى الجديدة ستعمل بجهد لا يكل، لرفع عجلة اقتصادها ومجتمعاتها، وسيعود الاستعمار والاستيطان للدول الفقيرة تكنولوجيا، على أيدي الروبوتات، والصناعات الخطيرة المتناهية الصغرى في الحجم، إنه حقا العصر القادم يا سادة : عصر الأنفوميديا، فهل سيصيب المجتمعات الفقيرة تكنولوجيا ما يسمى بالأنفوفوبيا؟. كتاب ثورة الأنفوميديا ( بتصرف) / عن منشورات عالم المعرفة.