يواصل الآلاف من سكان مدينة جرادة منذ يوم أمس الخميس احتجاجاتهم الغير المسبوقة بعدما سقط ضحية جديد في مناجم الموت صباح يوم أمس، وذلك إثر انهيار جزء من منجم الفحم الذي كان يشتغل به. وحسب فيديوهات نشرها نشطاء من داخل المدينة فقد جابت يوم أمس مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الغاضبين للتعبير عن امتعاظهم لغياب حلول ناجعة لمشكل “الآبار العشوائية لاستخراج الفحم” وغياب تحرك جدي من طرف الحكومة لإيجاد بديل اقتصادي. وظهر في أشرطة عرضت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك سكان المدينة وهم متجمهرين أمام مستودع الأموات بالمستشفى حيث خاضوا اعتصاما دام طيلة ليلة أمس احتجاجا على الموت المأسوي للضحية الجديد، حيث رفع المتظاهرون شعارات قوية مثل :”فوسفاط وجوج بحورا وعايشين عيشة مقهورة”، و”جرادة كلاوها الشفارة”، و”المحاسبة لناهبي الثروات” و”الموت ولا المذلة” في تعبير عن استعدادهم للموت بدل استمرار الوضعية الاجتماعية والاقتصادية كما هي بالمنطقة. وجاء مقتل ضحية جديد “عبد الرحمان” في آبار الموت “السندريات”، تزامنا مع ما تعرفه مدينة جرادة منذ أسابيع من احتجاجات حاشدة على خلفية مقتل الأخوين “جدوان” و”الحسين” داخل بئر لاستخراج الفحم الحجري، إذ تعيش المدينة منذ ذلك الوقت احتقانا شديدا حيث شرعت الساكنة في تنظيم تظاهرات احتجاجية باستمرار متوعدة بعدم التوقف إلى حين تحقيق مطالب اجتماعية يحتل الجانب الاقتصادي فيها المركز الأول، في حين لم تنجح اللقاءات التواصلية التي عقدها كل من الوزيرين عزيز الرباح وعزيز أخنوش في امتصاص غضب المواطنين.