قال “خوان خوصي تييز” الصحفي الإسباني ومدير المركز الأندلسي للأدب أن مهنة الصحافة بإسبانيا أصبحت تعيش أزمة ” قيم “، وتعاني الكثير من المشاكل ليس فقط بسبب الأزمة الاقتصادية، ولكن لتورط الصحفيين في قتل المعلومة وتنوع الآراء، نتيجة تحكم الشركات الإعلانية في المؤسسات الصحفية وأصبح هاجس الصحفي هو الحفاظ على منصبه المهني وإن أدى إلى تنازله عن قيمه. وحذر ” خوصي تييز ” من ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الصحافيين الإسبان، نتيجة عدم رضوخ العديد منهم للإملاءات التي تفرض عليهم من رؤساء التحرير ومديري النشر، وهذا يعد في حد ذاته انتصارا للصحفيين في مواجهة القيود رغم ما تشكله من خطر على مستقبلهم المهني. “خوان خوصي” الذي كان يتحدث في الورشة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر 35 لصحفيي الضفتين، اعترف بأن الصحفيين أصبحوا ملاحقين بسبب القوانين المعرقلة لمهنة الصحافة سواء بإسبانيا أو المغرب، وحرية التعبير مشروطة بكثير من القيود حتى بصخرة جبل طارق. وعلى مستوى تلاقي الثقافات، ألمح “خوصي تييز” إلى أنه مباشرة بعد وضع إسبانيا قيود على حرية تنقل المغاربة صوب الضفة الأخرى خلال ثمانينيات القرن الماضي، ساهم ذلك في التباعد بين الشعبين المغربي والإسباني، وعلى أن صحفيي الضفتين يلزمهم القيام بثورة إعلامية لإبراز الموروث الثقافي المشترك. وذكر “تييز”، بمراحل طفولته حين كان يقابل المغاربة بميناء الجزيرة الخضراء وهم ينتمون لحضارة مختلفة ويلبسون ألبسة مختلفة عن الإسبان، إلا أنه كان مقتنعا بوجود قاسم مشترك يجمعه بهؤلاء الغرباء وهي الإنسانية.