ستستفيد الطواقم العاملة بمستشفى لأمراض العقلية بتطوان، من تكوين تمتد فتراته طول السنة، تماشيا مع المستجدات الآنية التي تخص طب الأمراض العقلية والنفسية والطب الشرعي، خاصة إذا علمنا أن المهنة تنظم بظهير شريف 1959، وهو ما يلزم العامل في المجال الخضوع للتكوين القانوني ..إلى جانب التكوين الذي أعطيت انطلاقته أخيرا بالمستشفى، ويندرج التكوين الذي يتضمن،"مقاربات نفسية تقنية واجتماعية تتماشى وخصوصية المرض النفسي والعقلي، وما تتطلبه الحالات المختلفة من علاجات دقيقة ومرافقة صحية لإعادة تأهيل المريض، والعمل على انخراطه في محيطه الأسري والاجتماعي"،-يندرج- ضمن البرنامج العام 2012-2016 الخاص بالأمراض النفسية. وما يفرض هذا النوع من التكوين، التغييرات في المنظومة التشخيصية من (dsm4)إلى (dsm5)وهي إضافات في تشخيص الأمراض النفسية، تعتمد أساسا على التشخيص والإحصاءات وهذا ما يبرز أهمية هذا المعطى، التكوين، كوحدة تهتم بتكوين الممرضين والممرضات في المجال التطبيقي وتأهيلهم بتعميق الخبرة تقنيا Unité focale d formation)). و في الجانب المعرفي، التعرف على الجيل الجديد من الأدوية وكيفية التعامل معها.. كما يهدف التكوين في فلسفته، إلى تكثيف جهود الأطر الطبية والشبه الطبية، للتحكم بخطته العلمية dsm4 وdsm5 المنظومة الأمريكية أولا، للتكفل بالمريض وفق نظرة جديدة وهي الاستشفاء الوظيفي، التي تعتمد في كل أطوارها على ما هو ترفيهي وإشراك المريض في الأنشطة العلاجية Ergotherapie) (، يكون محورها الرئيسي هو المريض النفسي، وهي حلقة تعد ذلك المريض بعد اجتيازه المرحلة الحرجة لتأهيله للاندماج مرة ثانية داخل المجتمع، لكن، وهذا ما يؤرق الأطباء والعاملين في المجال، وهو ما يراهنون عليه، ويؤكدون نجاحه، إذا ما توافرت وتظافرت جهود كل من له مسؤولية في إدماج هذه الفئة من سلطات، ومراكز اجتماعية ومراكز الاستماع وغيرها من المؤسسات والجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي، وجمعيات المجتمع المدني، وضمان عمل مستقر،مع تحسيس و حماية المواطنين من خطر الوقوع في خطر المخدرات،والأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الحالات النفسية الخطيرة، وكذا طرق تجنبها بالوقاية المبكرة..ولتفادي وتجنب حالات فرار المرضى من المستشفى، فإن التغلب على النقص الحاد في الموارد البشرية بالمؤسسة الاستشفائية، سواء الفئات الطبية، أو شبه الطبية والحراس الخاصين، أمر مستعجل ويجب أخذه بعين الاعتبار. ويبقى نجاح أي مبادرة يقوم بها مستشفى الأمراض العقلية بتطوان، رهين بمده العون من طرف كل الجهات والجمعيات، إدارة الجمارك لفائدة نزلاء هذه المؤسسة الاستشفائية التي يستفيد من خدماتها، نحو 5ر2 مليون شخص، خاصة من سكان تطوان وشفشاون ووزان وعمالة المضيقالفنيدق..وكان قد أشرف جلالة الملك محمد السادس، على تدشينه سنة 2011 بعد إعادة بنائه بغلاف مالي يناهز 6ر14 مليون درهم، وتبلغ طاقته الاستيعابية 90 سريرا. كما يضم المستشفى الذي تمت إعادة بنائه على مساحة 1700 مترا مربعا، مصالح وأقسام لعلاج الأمراض العقلية والعصبية والطب الشرعي، ومصالح للعزل والطوارئ والفحوصات، وجناحا إداريا وقاعة للأنشطة الاجتماعية والعلاج الوظيفي.