كان يوسف ذاهبا إلى تلامذته الذين يحبونه غير ان الطريق إلى "امنوذ"(حيث يدرس) ليس مفروشا دائما مفروشا بالنوايا الحسنة بل قاده إلى سجن عكاشة خلال شهر ماي الماضي. في 10 يونيو سنة 1984 خرج يوسف الحمديوي إلى الوجود في سنة اخرى ما تزال منقوشة في تاريخ الريف. في عيد الفطر الماضي كنت على لقاء مشحون مع والده في منزله بحي كالابونيطا، هناك عرفت إسراء ابنة يوسف وهناك عرفت مكتبة الحمديوي..يمكن ان تختار ما شئت: من الشعر إلى الرواية إلى التصوف إلى الفكر الإسلامي..يوسف يشبه مكتبة متنقلة سافر إلى الدارالبيضاء كي يقتني بعض الكتب ثم شاءت الأقدار ان يقرأها فيما بعد في سجن عكاشة. في مسار يوسف الحياتي لحظات تفوق كثيرة لعل ابرزها مقاله عن الرشوة الذي فاز به بجائزة إقليمية عن موضوع الرشوة..وفي مسار حياته كذلك ميله الدائم إلى الموسيقى ومن حسن حظه انه كان يصعد إلى سطح المنزل كثيرا ليجد عمه فريد الحمديوي واحد من اعضاء مؤسسي فرقة"ريفانا" الشهيرة يعزف على الجيتار وينتشل اغاني من التراث الريفي..في هذا الجو الموسيقي الضاج بالحياة كبر يوسف قبل ان يتخرج من مركز تكوين المعلمين سنة 2008. غادر والده إلى بلجيكا وهولندا وهو ما يزال في سن صغيرة لكنه عاد وفتح محلا للمواد الغذائية يدرس به ابناءه ويواجه به تكاليف الحياة. الابن البكر في عائلة تتكون من ستة ابناء حاصل على دبلوم الاجازة في القانون الخاص من جامعة محمد الاول بوجدة2007 وحاصل كذلك على دبلوم الاجازة في علم النفس من جامعة ظهر المهراز بفاس 2015. ويتابع حاليا دراسته في سلك الاجازة تخصص الفلسفة بفاس. مهووس بالتمرد إلى درجة ان والدته كانت تربطه كي لا "يرتكب حماقاته" الجميلة . يوسف "pratiqa"المحب للأغاني "الملتزمة" و"الراي" يوجد اليوم في عكاشة ولم يقدر له ان يحضر عيد ميلاد ابنته الرابع ولم يحضر عرس اخته وقمة المأساة انه التقى لأول مرة بأخيه الذي لم يلتقه منذ تسع سنوات.. أين؟.. في عكاشة..