بعد اطلاعها على العريضة المسجلة بالأمانة العامة للمجلس الدستوري في أكتوبر 2016، التي قدمها "نور الدين الهروشي" – بصفته مرشحا فائزا- عن حزب الاصالة والمعاصرة، طالبا فيها إلغاء انتخاب "محمد إدعمار" في الاقتراع الذي أجري في 7 أكتوبر 2016 بالدائرة الانتخابية المحلية "تطوان" (إقليمتطوان)، قضت المحكمة الدستورية بالرباط في يوم الثلاثاء 11 من رمضان 1438 (6 يونيو 2017) بإلغاء انتخاب السيد محمد ادعمار عضوا بمجلس النواب على إثر الاقتراع الذي أجري في7 أكتوبر 2016 بالدائرة الانتخابية المحلية "تطوان" (إقليمتطوان)، وتأمر بتنظيم انتخابات جزئية في هذه الدائرة بخصوص المقعد الذي كان يشغله عملا بمقتضيات المادة 91 من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب. حكم المحكمة الدستورية الذي استهدف " إدعمار " دون غيره من المنتخبين البرلمانيين الباقين، نزل على إخوان بنكيران بتطوان كالصاعقة، لكن سرعان ما تم استيعاب تبعاتها وقوة صدمتها التي لم تكن منتظرة، ليتم بعد ذلك وبشكل سلس على المستوى الداخلي لحزب العدالة والتنمية إعادة وضع الثقة في رئيس جماعة تطوان "ادعمار" الأستاذ الجامعي القادم من صحاري سوس العالمة ليهيم غراما في حمامة الشمال ويتزوجها على الطريقة الكاثوليكية. إدعمار الذي سبق وكسر عرفا تطوانيا أصيلا بعدم ترأس الجماعة الحضرية لولايتين، نجح أثناء التحضير للانتخابات التشريعية الجزئية الحالية في تطويع كل خصومه السياسيين، وإرهابهم بحتمية الفشل أمامه وفي مقدمتهم الوزير "راشيد الطالبي العلمي" ومريديه بتطوان، الذين انحنوا صاغرين له مقدمين فروض الدعم والتأييد بل وتعميم توجيه لأنصارهم بدعمه والتصويت له. ومع انطلاق الحملة الانتخابية ليلة عيد الأضحى أبى "إدعمار" الواثق من عودته لمقعد البرلمان أن يرسل إشارات هنا وهناك أن كل الدسائس والمؤامرات التي حيكت ضده على بعد أمتار من مقر الجماعة الحضرية، لم تنل من شعبيته ومن التفاف إخوانه حوله، حيث كانت خرجته في إطار حملته الانتخابية من مقر حزبه بشارع كابول مقدمة لتفعيل وشحذ همة أكثر من عشرين ألف من الذين صوتوا له في انتخابات 07 أكتوبر 2016. يقول مقرب من "إدعمار" ومتطوع في حملته الانتخابية : لقد قدم الحزب من خلال الدكتور محمد إدعمار برنامجا طموحا حظي بقبول ساكنة تطوان، حيث قاد حملة نظيفة شكلا ومضمونا وفي كل ربوع الدائرة الانتخابية بشهادة الجميع .. لكنه رغم ذلك ووجه بكل أنواع الضغط التي مورست عليه وعلى برنامجه و مشروعه ككل، ومن هنا كان لا بد من إسقاطه رغم أن الساكنة عبرت عن انحيازها له ووضعته في المرتبة الاولى أمام لوبيات المال والنفوذ. يضيف متابع آخر مقرب من حزب بنكيران : يعتبر "إدعمار" مرشحا عبر عن نضج كبير في التسيير ومعانقة قضايا ومشاكل الساكنة، حيث يتوفر على مؤهلات كبيرة لتمثيل الساكنة في البرلمان وله تجربة وخبرة ميدانية ساعده فيها مستواه التعليمي العالي كما أن حضوره في الساحة النقابية والجمعوية والحزبية للتعبير عن صوت الساكنة وصوت شرائح واسعة من المجتمع المدني، وقدرته الكبيرة على فهم الواقع وتحليل الأزمة والمساهمة – بجرأة – في إيجاد الحلول للمواطنين تجعله مرشحا متميزا عن غيره، أضف إلى ذلك علاقاته الواسعة ومشاركاته الوازنة والناضجة في الداخل والخارج للمساهمة في تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية وسياسية للوطن وللمواطن، دون إغفال أنه المرشح الذي ظلت يده نظيفة بعد مرور زمن طويل على تقلده المسؤولية. في لقاء خاص مع مجموعة من أصدقائه يوما واحدا بعد انطلاق الحملة الانتخابية، أبى إدعمار إلا أن يؤكد على أن الطعنات التي تلقاها من طرف خصومه السياسيين، لم تزده إلا قوة وإصرارا على التحدي لعلمه على أن إسقاط مقعده البرلماني لم يكن منصفا أمام حجم الخروقات والتجاوزات التي قام بها باقي المرشحين الفائزين، بل وزاد على تحدي الترشيح مرة أخرى بعزمه على أن ينظم لقاءه الجماهيري مرة أخرى بمسرح الولاية وبحضور بنكيران شخصيا يوم 12 شتنبر الجاري، وهي رسالة واضحة أراد توجيهها لمن يعنيه الأمر. عودة "إدعمار" للبرلمان باتت مسألة وقت فقط، بل وحسب أغلب المتابعين محسومة منذ تزكيته من طرف حزب البيجيدي، خاصة أن أحزاب الدولة العميقة (كما سميت) فشلت في التحالف لمنافسته، كما أن مهندسي إسقاط مقعده يعيشون على وقع التخبط والغموض من مستقبلهم في مركب رحل ربانه في أوج العاصفة وتركهم لمصيرهم.