فجرت استقالة الدكتور " المصطفى بعجي " مدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان، موجة من التفاعلات في صفوف نشطاء المجتمع المدني ومنتخبون جماعيون الذين عبروا عن رفضهم لقرار الاستقالة ومطالبين بعودة " بعجي " لمنصبه. وحسب ما توصلت به شمال بوست من معطيات، فالمستشفى يعيش حاليا " بلوكاج " على مستوى التسيير وتدبيره اليومي، بالنظر إلى الفراغ الذي تركه الدكتور " بعجي " خلال الأيام السابقة التي وضعها فيه استقالته، خاصة وأنه يحظى بمكانة مميزة وبتقدير العاملين من الأطر الصحية والإدراية، ولكونه الشخصية الوحيدة التي بإمكانها القيام بمهام تدبير شؤون المستشفى رغم قلة الموراد البشرية والإمكانات المادية. وعلاقة بقرار استقالة " بعجي " راسلت جمعيات مدنية وحقوقية وأخرى ناشطة في مجال التصدي للإدمان المديرية الإقليمية للصحة بتطوان، تطالب فيها الدكتور " البشير الحباري " المدير الإقليمي للصحة، برفض استقالة الدكتور " بعجي " والضغط عليه للعودة لمنصبه، خاصة وأن الرجل نجح في جعل مستشفى الرازي للأمراض العقلية على رأس المستشفيات الناجحة على المستوى الوطني، تمكن خلال فترة تسييره من الحصول على شهادة المشاركة في عملية الاعتماد التي تمنحها وزارة الصحة العمومية من بين العديد من المستشفيات بالمغرب، بناء على معايير الجودة والخدمات بهذه المؤسسة الصحية التي تعتمد مشروع دوليا من أجل الارتقاء بالخدمات الطبية ووسائل العلاج، ولعلاقته المتميزة مع كافة الجمعيات المدنية والحقوقية التي جعلها شريكا أساسيا في دعم كافة المبادرات التي تهدف للرقي بالمستشفى وتحسين جودة خدماتها. وفي اتصال هاتفي أكد نائب رئيس الجماعة الحضرية لتطوان " عبد الواحد اسريحن " أن استقالة الدكتور " بعجي " تعد خسارة لقطاع الصحة العقلية والنفسية بتطوان، لما راكمه الرجل في خبرات في هذا المجال، جعلت المستشفى تتبوأ الصدارة، كنموذج في جودة الخدمات من حيث التغدية والتطبيب والترفيه المقدمة للمرضى والنزلاء. وأضاف المصدر ذاته، أنه يأمل في أن تتعاطى المديرية الإقليمية للصحة بتطوان، بنوع من المسؤولية والتفكير في مستقبل المرضى العقليين والنفسيين، ودفع الدكتور " بعجي " للعدول عن استقالته، بالنظر لخبرة وحنكة الرجل في هذا المجال. من جانبه، أشاد الأستاذ بهيأة المحامون بتطوان والناشط الحقوقي " مصطفى أولاد منصور " بالدور الكبير والعمل المتميز الذي يقوم به الدكتور " المصطفى بعجي " سواء داخل المستشفى الذي جعل منه فضاءا يضرب به المثل على المستوى الوطني، أو في اللقاءات الوطنية والعربية التي يمثل فيها المغرب في مجال الصحة النفسية والعقلية. واعتبر المتحدث ذاته، أن استقالة " بعجي " تعد خسارة لقطاع الصحة العقلية والنفسية بتطوان، آملا في أن تتفاعل المديرية الجهوية والإقليمية لوزارة الصحة بالسلب مع قرار الاستقالة ودفع الدكتور بعجي للعدول عن قراره. كما علمت شمال بوست، أن جهات منتخبة ستتواصل مع المسؤولين على قطاع الصحة بتطوان، بهدف عودة الدكتور " بعجي " لمنصبه مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى. شهادة الاعتماد التي حصل عليها مستشفى الأمراض العقلية بتطوان يذكر أن مستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان قد شكل استثناءا في التقرير الذي قدمته بعثة التقصي والبحث حول المؤسسات الاستشفائية المكلفة بالوقاية ومعالجة الأمراض العقلية وحماية الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، والتي قدمت صورة صادمة عن وضعية مستشفيات الأمراض العقلية بالمغرب. ويعتمد المستشفى على مشروع دولي لتدبير الجودة بهذه المؤسسة الصحية من أجل الارتقاء بالخدمات الطبية ووسائل العلاج. والذي يتضمن ثلاثة أبعاد، يتعلق أولها بتحسين ظروف عمل الأطر الطبية وشبه الطبية والإدارية، فيما يهم الثاني تطبيق آليات التسيير بهذا المرفق الصحي العمومي للارتقاء بأداء المؤسسة، فيما يهم البعد الثالث بمصاحبة المرتفقين والمستفيدين من العلاجات وترشيد الموارد المادية واللوجستيكية.