تعتبر تطوان على رأس المدن المغربية التي تتحدث اللغة الإسبانية، وهذا راجع الى عوامل تاريخية كثيرة منها الاستعمار الإسباني والقرب الجغرافي. لكن اللغة الإسبانية لم تعد مفيدة للبحث عن العمل وتتطلب مقاربة جديدة في التدريس وتوظيفها في الحياة الاقتصادية أكثر من الثقافية. ومن خلال إلقاء نظرة على الإسبانية في تاريخ المغرب، سنجد أن معظم المترجمين من العربية الى الإسبانية أو العكس كانوا من هذه المدينة. كما أنها تتوفر على أعلى نسبة من الذين يكتبون بلغة سيرفانتيس، وتعد رائدة في تدريس هذه اللغة في جامعة عبد المالك السعدي. فقد أبانت الإحصائيات الأخيرة تراجع شعب الإسبانية في مختلف جامعات المغرب باستثناء في مدينة تطوان. لكن تعلم الإسبانية كلغة في حد ذاتها لم تعد كافية، تتطلب الإسبانية في المغرب مقاربة جديدة في برامج التعليم وخاصة في شبعة اللغة الإسبانية في جامعة تطوان. خلال السنوات الأخيرة، أقدمت جامعات أمريكية معروفة على فتح آفاق تلقين اللغات ومنها العربية الى مستويات جديدة. ولنقتصر على اللغة العربية كمثال، إذ لم يعد الغاية هو تدريس اللغة، ونعني النحو وتعلم الكتابة والتعبير بها بل جعل الذين يتعلمون العربية خبراء في العالم العربي. يفهمون في اقتصاد العالم العربي، يفهمون في سياسة العالم العربي، ولهم دراية بالتطورات المجتمعية.. وهكذا، يصبح المتحدث بالعربية خبيرا في العالم العربي، وهذا يؤهله الى شغل عدد من المناصب. إن تعليم اللغة الإسبانية في الجامعات المغربية يجب أن يتجاوز النصوص الأدبية والنحو نحو فهم أعمق للعلاقات المغربية-الإسبانية من جهة، ولفهم أعمق للمجتمع الإسباني سياسيا واقتصاديا وثقافيا، شعب الإسبانية في المغرب وعلى رأسها تطوان، يجب أن تعمل على المساهمة في تكوين خبراء في الملفات الإسبانية وكذلك في أمريكا اللاتينية، يحاول ماسرت الإسبانية تحقيق هذا العدف لكن يحتاج الى دعم من طرف المغرب واسبانيا لأن هناك حاجة الى خبراء في المجالات المشار إليها. لا يعقل أن اسبانيا تحولت ومنذ سنة 2013 الى الشريك التجاري الأول للمغرب بينما مستقبل الإسبانية في المغرب مهدد، كما أن المجازين في الإسبانية والحاصلين على الماستر يعانون من البطالة. البحث عن آفاق جديدة لتعليم الإسبانية في المغرب أصبح ضرورة لا محيد عنها.