حاز فيلم "باستاردو" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي على الجائزة الكبرى الخاصة بالفيلم الروائي الطويل لمهرجان تطوان السينمائي الدولي في دورته العشرين. وفي كلمة مقتضبة عن الفيلم الفائز قال المخرج السوري " محمد ملص " رئيس لجنة التحكيم الخاصة لقطات لبعض الأفلام الفائزة في المهرجان بمسابقة الفيلم الطويل، خلال اختتام المهرجان بسينما "إسبانيول " أن القيمة الجمالية والسينمائية المتميزة وحسن تناول الفيلم لقضايا اجتماعية متجذرة في المجتمع ولعمقه الإنساني كانت من بين أسباب فوز "باستاردو". ونال الفيلم المغربي "سريرالأسرار" لجيلالي فرحاتي جائزة لجنة التحكيم (محمد الركاب)، للفيلم الطويل في حين آلت جائزة حقوق الإنسان، التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان لفيلم "فلسطين استيريو "لرشيد مشهراوي. وعادت جائزة العمل الأول (عز الدين مدور) ضمن نفس المسابقة الفيلم الطويل ففاز بها شريط "عسل " للمخرجة الايطالية فاليريا كولينو. وبخصوص مسابقة الفيلم القصير، فآلت جائزتها الكبرى لشريط "وجوه" للمخرج الإيطالي أنطونيو ديبالو، فيما عادت جائزة لجنة تحكيم المسابقة ذاتها لشريط "نخلة واشنطونيا" للمخرجة اليونانية كونستانتيناكو تسماني. وعادت جائزة الابتكار ضمن المسابقة ذاتها إلى شريط "ساحة المدرسة" للمخرج اليوناني رينيو داكاساكي، في حين تم توجيه تنويه خاص لفيلم "بدون جواب " للمخرج الاسباني ميغيل بارا، الذي صعد إلى المنصة ثم نزل خاوي الوفاض، ولم يعرف المنظمون ولا مقدمة حفل الاختتام أنه موجود بالقاعة، أما الجائزة الكبرى لمسابقة الشريط الوثائقي،فنالها شريط "عالم ليس لنا" للمخرج الفلسطيني مهدي فلفيل. كما توج حفل الاختتام بعرض فيلم " سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي، والذي صور بمدينة تطوان، وشارك فيه تمثيليا كاتب الرواية البشير الدامون، ابن مدينة تطوان، التي تحمل نفس العنوان عوضا عن عرض الفيلم الفلسطيني "عمر" وهو فيلم فلسطيني درامي تم إنتاجه في فلسطين وصدر في سنة 2013، الفيلم من إخراج وتأليف هاني أبو أسعد وهو الفيلم الخامس للمخرج أبو اسعد الثاني له الذي وصل لترشيحات الأوسكار بعد فيلم " الجنة الآن " عام 2005،صور الفيلم بالكامل في فلسطين الذي كان معلنا عنه في دليل المهرجان كفيلم الاختتام. وقد لوحظ قبل بداية حفل الاختتام ارتباك تنظيمي، حيث لم يسمح لبعض الصحافيين بالجلوس من طرف رجال"الأمن الخاص " في بعض الأماكن التي ظلت فارغة، والتي قيل إنها "أماكن محجوزة"، مما أثار غضب الصحافيين الذين احتجوا على التمييز، حيث تم السماح لصحفيات ولأناس ليست لهم أي صلة بالسينما، لا مخرجين ولا ممثلين بالجلوس في نفس الأماكن هذا المنع والارتباك التنظيمي انسحب على الخشبة خلال تكريم الممثل صلاح الدين بنموسى الذي كان تكريما طويلا، ولم يكن هناك أي داعي لتتكلم عنه زوجته بعد كلمة احتفائية في حقه من طرف الناقد سيجلماسي، الأمر الذي بعث على الممل، وهو شيء لا نلاحظه في المهرجانات السينمائية الكبرى، حيث تكون الكلمات التي تعطى للممثلين والممثلات وللمخرجين والمخرجات مختصرة، فلا وقت للخطابات، ولا للإنشاءات، وهذا من بين الأشياء التي تجعل مهرجان تطوان يعاني من الارتباك التنظيمي كأنه مهرجان لا يزال في بدايته الجنينية. أما خلال تكريم الممثل المصري هاني سلامة، الذي ضربت عليه حراسة مشددة، فإن الرجل خجل كثيرا، لا خلال تقديم فيلم " واحد صحيح"، ولا خلال الاختتام، حيث شبع غزلا ما بعده غزل " النجم الجميل والوسيم وزد من عندك…"، وخلال تكريمه لم يقل شيئا كثيرا، سوى أنه أهدى هذا التكريم إلى روح المخرج الكبير يوسف شاهين الذي اشتغل معه في فيلم " المصير". وتوج اختتام المهرجان بنداء الحسني مدير المهرجان السينمائي الدولي لزملائه ومساعديه للصعود إلى الخشبة لتعريف الجمهور ب"الإنجاز الضخم الذي قدموه للمهرجان في هذه الدورة"، وقدم تشكراته لمن دعم المهرجان الذي كان دائما يصرح للصحافة بأن ميزانية المهرجان كانت تصل إلى 600 مليون سنتيم. وفي هذه الدورة لم يصرح بأي شيء للصحافة، ولم يعقد ندوة صحفية لتوضيح بعض الأمور…