أدرك لوبيرا أن فريقه المغرب التطواني، لا يمكنه أن يلعب إلا الكرة والخطط التي يتقنها والتي تناسب مؤهلات لاعبيه، وأن توازن خطوطه الثلاثة تكون بالغة الانسجام عندما يلعب بخطة 4 -2- 3-1 ، وحين ينزع إلى الهجوم، وحين يتخلى الإسباني عن التجريب العشوائي لتشكيلات غير متجانسة. وتفوق اليوم المدرب الإسباني لوبيرا على نظيره عزيز العامري بالأسلوب الذي ابتدعه هذا الأخير للفريق وفاز به معه ببطولتين احترافيتين، في أول ظهور غير موفق له مع فريق الجيش الملكي، ولم يستطع العامري الذي يعرف عميقا قدرات لاعبي المغرب التطواني أن ينفذ خطة تكتيكية توقف الزحف الهجومي المتكرر طيلة سيناريو المباراة على مرمى الحارس بورقادي، الذي استقبل ثلاث إصابات من بين فرص كثيرة سانحة للتسجيل تصدى لها بنجاح، لينقذ فريق العامري من هزيمة نكراء قد تدخل المدرب واللاعبين في مرحلة شك واستفهام. ويبدو أن العامري، قد يعرف جيدا وصفة لعب المغرب التطواني ، ولكنه بالمقابل لا يمتلك الوسائل والخطط لجعل فريقه في مستوى المواجهة المتكافئة رغم ما يمتلكه الجيش من ترسانة لاعبين ذوي كفاءة عالية. وراهن العامري على الهجمة المضادة السريعة كسلاح وحيد لمباغتة دفاع المغرب التطوانيين، وترك مساحات رحبة في ظهر خط وسط الجيش، حيث يتموقع جيدا كل من زيد الكروش، ونعيم ، وياسين الكحل، وأنس جبرون، الذين أتيحت لكل منهم العديد من فرص التسجيل دون أن ينتبه عزيز العامري إلى الممرات والشوارع التي يتركها فريقه. ويبدو أيضا أن خط دفاع الجيش الملكي يحتاج إلى عملية تجديد شاملة إذ يعتبر مصدر مشاكل وضعف الفريق. كما يحتاج عزي العامري المدرب الذي يجيد عمليات التنشيط الهجومي إلى الاشتغال على أخطاء دفاعه البدائية، خاصة على مستوى التموضع الخطي. وأخفق العامري في جعل فريقه في هذا النزال، يسيطر على وسط الميدان ويحتفظ بالكرة ليحرم منها فريق المغرب التطوانين الذي لا يعرف اللعب بدونها، كما لم يمارس العامري في أية من أطوار المباراة اختيار الضغط العالي على فريق المغرب التطواني، ليمنعه من بناء العمليات من الخلف انطلاقا من منطقة دفاعه. إذ يعرف النبيهون بأسلوب لعب المغرب التطواني ومنهم عزيز العامري، أن الماط يختنق حين يمارس الفريق الخصم ضغطا عاليا على دفاعه، ويملأ وسط الميدان، ويمارس حراسة لصيقة على لاعبي ارتكازه في هذه المباراة مابيدي وعادل بوموس، وعلى زيد الكروش ونعيم أي منسقي هجمات الفريق، وهي أسلحة تكتيكية يعرفها العامري ولم يلجأ إليها في هذا اللقاء، ليجبر لاعبي المغرب التطواني على لعب الكرات الطويلة، وإقحامهم في معركة ربح النزالات الهوائية والأرضية، وحرمانهم من الكرة، وهو الأسلوب الذي لا يرتاح إليه أبدا فريق لوبيرا، بل خسر به أو تعادل في كل المباريات التي تدخل ضمن هذا النسق. ويحسب للوبيرا الذي فطن للأخطاء التي أثرناها دائما وفي مقالنا التحليلي السابق بهدف ممارسة النقد البناء والمقترح لاغير، حيث بدأ يختار التشكيلة الأساسية المناسبة، حين شرع في تعويض سلمان أولاد الحاج بزهير نعيم الذي يجيد الاختراق، ولعب المترابطات القصيرة مع كل من أنس جبرون وزيد الكروش، وبإمكانه القذف بعد تقدمه عرضيا من اليمين عبر المراوغة والسرعة، كما باستطاعته تغير مكانه بشكل مستمر مع ياسين الكحل لتحررهما معا من الحراسة اللصيقة للظهيرين. وتفطن سرخيو لوبيرا إلى أن نصير وعادل بوموس وحتى اكرادة هم لاعبون بنفس المواصفات، وعليه لايمكن أن يلعب إلا واحد منهم إلى جانب مابيدي، أومع لاعب ارتكاز من مواصفات هذا الأخير اختصاصي في استرجاع الكرات وانتزاعها هوائية كانت أو أرضية من الخصم. وفي المنحى ذاته، أكدنا مرارا أن الشاب أنس جبرون وخلفه زيد الكروش ونعيم وياسين الكحل، خط منسجم وقد يكون أحسن خط هجومي في البطولة دون مبالغة لأنه يتيح للمغرب التطواني عبر التحركات السريعة، والتحرر من المراقبة والخروج للعب المترابطات العديد من الحلول الهجومية والدليل واضح في كون المغرب التطواني خلال المباريات الثلاث الأخيرة على الأقل يصل كثيرا إلى مرمى الخصوم على الأقل، وإن كان يضيع عديد الفرص. هكذا إذن تفوق لوبيرا على عزيز العامري في أول ظهور قاتم له مع الجيش الملكي، في لقاء كان يريده للتحدي ولإثبات الذات.وبالمقابل ربح لوبريا تنافسا ذي قيمة رمزية ومعنوية امام غريمه المدرب السابق للمغرب التطواني الذي أحرز معه لقبين احترافيين، وترردد اسمه على لسان العديد من الجماهير وفي إشاعات إعلامية كبديل للوبيرا في العديد من المناسبات.