يستمر الغموض بخصوص الأسباب الحقيقية لجريمة القتل التي راح ضحيتها ممرض بتطوان، في ظل تناسل أنباء مختلفة ومتضاربة عن السبب الحقيقي للجريمة التي هزت حي بوجراح، فيما سارعت الشغيلة الصحية بالإقليم لتقديم عزائها لأسرة الضحية، محاولة استبعاد ما يتم الترويج له من إمكانية وجود علاقات شاذة بين القتيل والقاتل. المصالح الأمنية التي لازالت تحقق في الواقعة، استمعت ابتدائيا للمتهم الشاب الذي لا يتجاوز عمره 19 فيما عمر القتيل يقارب الأربعين، هذا الأخير الذي قدم سيناريو تحرش جنسي به من طرف القتيل، بعد اقتياده لمنزل بحي بوجراح، حيث وقعت الجريمة التي فطن لها الجيران وأبلغوا المصالح الأمنية. وفق بعض المصادر، علمت الجريدة، أن الضحية تعرف على المتهم مساء العيد، بحديقة مولاي رشيد (رياض العشاق)، وبعد جلسة قصيرة معه هناك استدعاه لمنزله ببوجراح، بهدف الجلوس بهدوء والتدخين مع بعضهم البعض، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وينشب شجار، قال المتهم، أنه نتيجة محاولة إغوائه من طرف الضحية، قبل أن يخنقه ويضع حدا لحياته. وأوضحت شهادة بعض الجيران، أنهم انتبهوا في وقت مبكر من الصباح، لوجود فوضى بالمنزل، وأن أمرا ما غير طبيعي يحدث بين الشابين، خاصة في ظل ارتفاع أصواتهما، ومع ذلك لم يتدخل أحد إلا بعد أن شوهد أحدهما يحاول مغادرة المنزل بطريقة مشبوهة، حاملا في يده حقيبة يد، سيتبين لاحقا أنها تضم حاسوبا خاصا بالضحية، بحيث حاول المتهم سرقته. سرقة الحاسوب وبعض الأغراض الخاصة بالضحية، دفعت المحققين لعدم التصديق السريع لتصريحات المتهم، الخاصة بالشذوذ الجنسي، حيث يعتقد أنها قد تكون وسيلة لتبرير ما قام به، في حين أن الهدف الرئيسي قد يكون هو سرقة بعض الأغراض النفيسة للضحية، لتبقى كل الاحتمالات واردة لحين استكمال التحقيقات، وتقديم المتهم أمام النيابة العامة المختصة. وكان حي بوجراح قد استفاق صبيحة ثاني أيام العيد على وقع الجريمة، التي راح ضحيتها شاب في ال 38 من العمر، كان يشتغل ممرضا بأحد المستوصفات التابعة لمندوبية تطوان، على يد شاب في ال 19 من العمر، بعد شجار بينهما أصيب خلاله الضحية على مستوى الرأس، وتم خنقه لاحقا وفق تقرير الشرطة العلمية، لكن السبب الحقيقي يبقى لحد الساعة غير واضح، في ظل تضارب التصريحات وشكوك المحققين.