انطلقت، أمس الأربعاء برحاب المركي السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس بمدينة تطوان، فعاليات الملتقى الدولي الأول للفكر والإبداع "دورة الروائية الراحلة فاطمة المرنيسي" والذي تنظمه جمعية " درر للتنمية والثقافة" تحت شعار "جدلية الفكر والإبداع"، طوال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 ماي الجاري.. وأبرزت نجلاء التهامي الوزاني، رئيسة جمعية "درر للتنمية والثقافة"، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث الثقافي، الذي يهتم بالشق الادبي الابداعي والشق الفني، يتوخى تجديد الفكر عبر البذل والعطاء الثقافي المتميز وتشجيع الابتكار والابداع في مختلف تمظهرات الفكر الانساني، وخلق فضاء للتفكير الجماعي القادر على تحقيق الطفرة الثقافة النوعية وتعزيز الروابط الفكرية والثقافية بين المهتمين بهذا الشأن الراقي، وتعزيز التلاقي بين المبدعين والمثقفين والفعاليات السوسيو-ثقافية والجمهور الواسع. رئيسة الجمعية، أكدت كذلك في كلمتها، على أن منح اسم "فاطمة المرنيسي لأول دورة للملتقى، جاء اعترافا ووفاء لعطاءاتها وإبداعاتها، وامتدادا لصدى مشروعها الفكري الذي أخلصت له جهدها. واعتبرت رئيسة جمعية درر أن المبدعين والمبدعات هم روح اللغة وأدواتها الناطقة، وهم النوارس التي استنفذت قواها لبث الأمال لغد أخضر. آملة أن يكون هذا الملتقى الذي يتضمن برنامجا متنوعا، بداية مثمرة تجمع ما بين الذات ومحاكاتها شعرا ورواية وفكرا… خاتمة بتوجيه عميق الشكر وخالص الامتنان لكل من ساهم من قريب أو بعيد في ولادة هذا الملتقى . من جانبه، سعى النائب البرلماني ورئيس جماعة وادي لاو السيد محمد الملاحي، في كلمته، إلى إبراز المكانة الثقافية والفنية المتميزة والرائدة لمدينة تطوان منذ عهد الحماية الإسبانية، باعتبار أن رجالاتها من الوطنيين كانوا ينظرون إلى نشر العلم والمعرفة والانفتاح على الثقافات الأخرى، كسبيل وحيد لمواجهة الاستعمار والتغلب عليه. وأعرب السيد الملاحي عن استعداده الدائم لدعم جميع الأنشطة الثقافية الجادة التي يتم تنظيمها بهذه المدينة، حتى تظل تطوان دوما منارة للعلماء والأدباء ورجال الفكر والفن والإعلام. وفي ختام الكلمات الافتتاحية، سافر الحضور المتميز الذي حج إلى المركز السوسيو ثقافي، مع العروض الشعرية التي تناوب على إلقاءها شاعرات مبدعات من أمثال فاطمة الميموني، ريحانة بشير، فاطمة الزهراء بنيس، وسناء غيلان. قبل أن تشنف الفنانة رفيعة غيلان أسماع الحاضرين بتقسيمات على آلة العود، مصحوبة بمختارات من روائع التراث الغنائي العربي. واختتمت هذه الأمسية الفكرية بحفل تكريم بعض الشخصيات الوازنة في عالم الفن والإبداع والإعلام، ويتعلق الأمر بكل من الأستاذة حسناء داود محافظة مكتبة داود، وعضو المجلس العلمي لتطوان، والفاعلة الجمعوية في عدد من جمعيات المجتمع المدني، ثم الشاعر التطواني الكبير محمد الميموني صاحب مجموعة من الدواوين الشعرية أبرزها آخر أعوام العقم 1974 – الحلم في زمن الوهم 1992 – طريق النهر 1995 . كما تم تكريم إثنين من رجال الإعلام الذين تركوا بصمات واضحة في مهنة المتاعب ويتعلق الأمر بالإذاعيين عبد اللطيف بن يحيى وحسام الدين نصر. يذكر أن الملتقى يروم نشر المعرفة وتأطير الإبداع وإعطاء فسحة للمنتوج الفكري لأن يكون حاضرا في المساحات الثقافية، علاوة على خلق فضاء للنقاش الجاد والاجتهاد المتنور والاختلاف المنتج، مع تشجيع التراث الثقافي والفني على قاعدة التمثل المعرفي الحضاري نقدا وتجاوزا برؤية حداثية. يروم الملتقى نشر المعرفة وتأطير الإبداع وإعطاء فسحة للمنتوج الفكري لأن يكون حاضرا في المساحات الثقافية، علاوة على خلق فضاء للنقاش الجاد والاجتهاد المتنور والاختلاف المنتج، مع تشجيع التراث الثقافي والفني على قاعدة التمثل المعرفي الحضاري نقدا وتجاوزا برؤية حداثية.