رفع وليد الركراكي اللاعب الدولي السابق، سفير الكرة المغربية بامتياز بفرنسا وإسبانيا والمدرب الحالي للفتح الرياضي سقف طموحه حين حدد لفريقه هدف الفوز بلقب البطولة الاحترافية المغربية لهذا الموسم. وقد أثارت تصريحات المحترف وليد المنتخب المغربي في بداية اموسم الحالي تباعا بشأن تحقيق حلم الفوز بالنسخة الاحترافية الخامسة كمدرب للفتح الرباطي ردود فعل متباينة في الأوساط الرياضية المتخصصة. حيث تعتقد بعض الآراء أن الحائز على لقب أحسن مدرب للسنة الماضية، قد أخطأ بممارسته ضغطا استباقيا على لاعبيه منذ الدورة العاشرة، بإفصاحه المبكر عن هدف انتزاع لقب البطولة، والتفوق على الفرق التقليدية التي احتكرت ألقاب زمن الهواية، وعلى الأندية التي عانقت البطولات في نسخها المحترفة. وعلى عكس تصريحات وليد في الموسم الماضي، التي اتسمت بكثير من الرصانة المفرطة والحذر حتى -لا نقول التوجس من سوء التوقع- ، حين كان يردد " أن مؤهلات فريقه وتركيبته البشرية وإمكاناته المادية ومتابعاته الجماهيرية محدودة، إضافة إلى كونه حديث الالتحاق بالفريق والبطولة المغربية، كل هذه المعطيات تشكل عوامل حاسمة لا ترجح بتاتا كفة فريقه في الظفر باللقب على حساب وداد الأمة وأولمبيك الفوسفاط والرجاء العالمي والمغرب التطواني بطل نسختين". وكان ينزع دائما إلى أن " فريقه يلعب كل مباراة على حدة، يكفيه فخرا أن يكون ضمن الكوكبة الأولى، يتربص ويراقب عن قرب أندية الصدارة التقليدية". وقتئذ لامه أيضا، كثير من المحللين الرياضيين على تصريحاته، خاصة الذين يرون أن الحديث عن "الفرق التقليدية والعالمية" و"أندية النهضة الجديدة"، مجرد أوهام ومجرد تسويق خاطئ لبطولة شديدة التواضع، متدنية المستوى. ساعتها أيضا، قصد وليد الركراكي إزاحة الضغط عن لاعبيه، ولكن أزاح معه أيضا مستوى التحفيز الضروري والملائم لعقلية اللاعب المغربي الذي يحتاج إلى التذكير المستمر بالمسؤوليات ، ورغم ذلك استطاع المدرب الشاب المسكون بالتجارب وعشق الكرة أن يفوز بلقب كأس العرش للموسم السابق، ورأى في إمكانية تحقيق ثنائية الكأس والبطولة حلما ورديا صعب المنال.. ونقيضا لما حدث في العام الماضي، بمجرد ما تناثر حلم الركراكي في الدفاع عن لقب كأس العرش، دخل في مرحلة الإعداد النفسي للاعبيه من أجل التركيز على التنافس على لقب البطولة كأولوية، معتبرا مشاركة الفريق في بطولة الاتحاد الإفريقي هدفا ثانويا. ويكفي الفتح أن يوقع مشوارا مشرفا في هذه المنافسة حيث أفق الكرة المغربية في إفريقيا يطرح أكثر من تساؤل. وبكل موضوعية، فإن تصريح وليد الركراكي لم يطلق على عواهنه، خاصة وأن الفتح الرباطي يتوفر في هذا الموسم على ملامح الفريق البطل، حيث أنه انتصر على الأندية التي تشكل صالون الكبار في البطولة من قبيل فريق الوداد البيضاوي، والرجاء البيضاوي، وعلى المغرب التطواني بعقر ميدانه. ويقدم الفريق الذي يمتلك ترسانة منسجمة من اللاعبين الجيدين في البطولة من قبيل مراد باتنا والكناوي، ومراد سعدان، والمهدي الباسل، وخالص، وأسما انداو، والمجرب باها وآخرين يحققون الفارق على المستوى التقني مقارنة مع نوعية اللاعبين المتواجدين بالفرق الأخرى، ينضاف إلى هؤلاء ثلة من لاعبي فريق الأمل الذين ألحقهم وليد الركراكي بالفريق الأول، حيث أن مدرسة الفتح الرباطي تعتبر من أجود المدارس المغربية. كما أن لمسة وليد الركراكي كمدرب التكتيكية واضحة في أسلوب وعمق لعب الفريق، وشخصيته القوية والجدية سكنت وجدان اللاعبين، وكلامه المحفز على الطموح وعلى الانتصار بدل الإحباط يساعد لاعبيه على اكتساب الثقة. ولا يمكن في هذا الجانب إغفال كون الفتح الرباطي من الأندية المغربية التي تتوفر على تسيير رصين، هادئ وهادف، حيث مسؤولوه بعيدين عن كل بهرجة إعلامية يفصلون بشكل واضح بين الاختصاصات التقنية والتدبيرية للفريق، يكرسون نموذجا راقيا لإدارة الكرة المغربية حين ينتقون كفاءات شابة ويمنحونها كل الثقة والدعم، حيث تجسد ذلك في تجارب سابقة مع كل من الحسين عموتة، وجمال السولامي، وحاليا مع وليد الركراكي.. وعموما، فإن كل هذه المعطيات والمؤشرات في نظرنا تسوغ لوليد الركراكي الذي يوجد فريقه في صدارة الترتيب أن يقول: " نلعب من أجل اللقب، وسنتنافس على تحقيق هذا الهدف، وإن لم نحققه، على الأقل سنعذب الفرق التقليدية الكبرى، وأخرى عائدة بقوة إلى واجهة المنافسة"