أصبح وليد الركراكي (38 عاما) أصغر مدرب بالبطولة «الاحترافية» لكرة القدم عندما تعاقد بشكل مفاجئ مع إدارة فريق الفتح الرباطي لمدة ثلاث سنوات، إثر عدم تجديد عقد سلفه جمال السلامي، بعد أن كانت أسماء أخرى مرشحة و تتوفر على تجربة محترمة، لكن فريق العاصمة فضل مدربا متعطشا للألقاب وكتابة سيرته الذاتية كمدرب رئيسي وليس كمدرب. قبل أن يوقع في صفوف الفتح الرباطي وبعد تجربة عام كامل كمدرب مساعد أول لرشيد الطوسي على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني خاض خلالها تجربة نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2013 بجنوب إفريقيا انتقل وليد الركراكي إلى روما من أجل متابعة طرق التدريب التي يعتمدها المدرب رودي غارسيا رفقة أس روما، علما أنه كان المدرب الذي كان وراء انطلاقته كلاعب. عن كيفية التحاقه بفريق العاصمة يقول وليد: «جاءتني فرصة من طرف مسيري فريق الفتح الرباطي الذين ربطوا بي الاتصال، علما أنه كانت لدي عروض لأكون مساعد مدرب بفرق بأوروبا، لكن فرصة أن أصبح المدرب الرئيسي و أن أكون جاهزا خاصة أن العام الذي قضيته كمدرب مساعد بالمنتخب المغربي سمح لي بالوقوف على المشروع الذي يشتغل عليه فريق الفتح الرباطي، حيث أن هذا الفريق يسمح للمدرب أن يشتغل بارتياح وعلى امتداد فترة طويلة وهو ما جعلني أهتم و اعتبرتها كبيرة لكي أدشن مساري في مهنة التدريب». أصبح وليد الركراكي الذي له أصول بضواحي تطوان لاعبا دوليا رفقة المنتخب الوطني ما بين 2001 و 2006، حيث كان ضمن الفريق الوطني الذي بلغ نهائي دورة تونس قبل أن يعتزل اللعب الدولي خمس سنوات بعد ذلك. انتقل وليد الركراكي المزداد بمنطقة كورباي إيسون كلاعب بين عدة فرق ما بين 1998 و 2011 حيث كانت بفريق راسينغ فرنسا ثم تولوز قبل أن يستمر أربع سنوات رفقة أجاكسيو ثم الفترة ذاتها صحبة راسينغ سانتاندير ليلتحق بعدها لموسم واحد بفريق ديجون الذي سرعان ما فسخ عقده ليلتحق بنادي غرونوبل ثم كانت المغرب التطواني ومنها في موسم 2010 - 2011 آخر تجربة كلاعب بفريق فلوري ميروجيس الذي يزاول في دوري الهواة بالمنطقة الباريسية. عن سرعة دخوله عالم التدريب من أوسع أبوابه أضاف وليد: «شعرت بأنني على استعداد لدخول ميدان التدريب منذ فترة، حيث كنت أعلم أنه ينبغي بالنسبة لي أن أختار المشروع والجميع في المغرب يعرفون بأن الفتح فريق منظم بجانب احترافية المسيرين وتوفر البنية التحتية و تشكيلة جيدة حيث أن جمال السلامي قام بعمل رائع في الثلاث سنوات الأخيرة، بجانب توفر مشروع جيد على مستوى النادي، كما أني كنت أبحث عن فريق أحظى فيه بثقة المكتب المسير الذي يترك المدرب يشتغل حيث أنه لولا هذه المعطيات لما جئت للمغرب». وعزز الركراكي صفوف الفتح بلاعبين من المهجر أغلبهم ببنية جسمانية مهمة و قد علق على الأمر بقوله: «بالفعل هناك لاعبين ببنية جسمانية قوية، وهناك أيضا أصحاب القامات القصيرة، حيث أنني أسعى لأن أتأقلم مع جميع الفرق التي سنواجهها خاصة عندما سنلعب على أرضيات جيدة و في حال العكس يمكننا أن نعتمد على القوة الجسمانية». ويصر الركراكي على اللعب الهجومي وأن تنطلق الهجمات من الخلف، كما يرفض أن يتم إبعاد الكرات في منطقة الدفاع بدون اتجاه، مما يجعله لا يستعجل كثيرا الوصول إلى المرمى، مثلما أن عدة لاعبين بإمكانهم التسجيل بينما يظل التخوف في خط الدفاع الذي لم يعرف استقرارا. تمكن وليد رغم حداثته بمجال التدريب من الفوز بأول لقب في مشواره وذلك في أول موسم له كمدرب في المغرب رفقة الفتح، ويطمح الآن إلى قيادة فريقه إلى احتلال رتبة مشرفة في الدوري بعد أن حل الفريق ثالثا في الموسم الماضي رفقة المدرب السابق جمال السلامي، كما سيكبر طموح هذا المدرب الشاب الذي سيقود الفريق الرباطي في كأس «الكاف».