كل الأنظار متجهة نحوهن، لا بائع اللحم الحلال ولا بائع السمك ولا حتى بقال الحي فهموا ما كان يحدث أول أمس الثلاثاء بحي "لاغوت دور" بالدائرة الباريسية ال19 عندما تجمعت نحو عشر نساء جميلات تزين الورود شعورهن الشقراء والسوداء يهتفن بحقوق المرأة وحريتها مع تدقيق بسيط وهو أنهن كن عاريات الصدر في هذا الحي الشعبي المعروف إلى الآن بصلاة المسلمين في طرقاته.
هن ناشطات التجمع النسائي الأوكراني "فيمن" المعروفات في أوروبا بنضالهن من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة ومكافحة "العبودية" أو "الاستعباد" الجنسي والقمع الديني وكذلك العنف الزوجي. تجمع يجذب لحد الآن وسائل الإعلام والرأي العام حيثما حطّت ناشطاته رحالهن. نساء اخترن منذ تأسيس التجمع عام 2008 التظاهر عاريات الصدر، بعدما لاحظن اهتمام الصحافة بهن عندما سقط مرة بالصدفة رابط حاملة صدر المناضلة الشابة الأوكرانية ساشا شافتشانكو خلال مظاهرة سلمية.
وتظاهرن أول أمس الثلاثاء في باريس، بحضور كثيف لصحافيين جاؤوا لتغطية الحدث الأول من نوعه بفرنسا، إذ أعلن التجمع دخوله الساحة الفرنسية بفتح مكتب له بحي "لاغوت دور" الشعبي بالدائرة الباريسية ال19، ل"تجنيد النساء من أجل الدفاع عن أنفسهن ضد عنف رجال الشرطة والأزواج العنيفين..." تقول المناضلة الفرنسية ذات الأصول العربية صافيا لابدي، والتي نقرأ على صدرها العاري "لنعري أنفسنا نحن المسلمون".
بينما اختارت رفيقتها في النضال الكاتبة والفنانة المسرحية اللبنانية دارينا الجندي أن تكتب بحروف سوداء على صدرها شعار "لا للشريعة". وكانت دارينا تظن بأنها تركت "البرقع" وراءها في بلدها الأصلي عندما هجرته إلى فرنسا في 2005.
التظاهر عارية الصدر طريقة فرضت نفسها عليها، كزميلاتها الأوكرانيات، لمحاربة الديكتاتورية الدينية وكذلك الدكتاتورية السياسية والأسرية، "الكثير من النساء يموتون يوميا بسبب العنف، ...الكثير من العمل ينتظرنا" تقول الكاتبة اللبنانية.