أكدت مصادر مطلعة صدور قرار احترازي بمنع المدير العام السابق ل"كوماناف" توفيق الإبراهيمي من السفر إلى الخارج، و سحب جواز سفره بقرار من الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد اعتقاله الجمعة الأخير بعين الذئاب بالدار البيضاء، حيث رفض في البداية الامتثال لقرار الاعتقال، مدعيا أنه موظف سام، قبل أن تجبره الشرطة على الصعود إلى السيارة، والأصفاد في يديه.
و أضافت نفس المصادر، أن الإبراهيمي يجري الاستماع له في حالة اعتقال بعد تمديد النيابة العامة فترة اعتقاله، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
ووفق مصادر مطلعة، فالإبراهيمي حركت المسطرة ضده بناء على شكاية مجهولة وضعت رهن إشارة السلطات القضائية (73 وثيقة)، تتهم الإبراهيمي بالتجسس على عباس الفاسي الوزير الأول، في الحكومة السابقة، ووزيره في التشغيل جمال أغماني بخصوص العمل الذي كان يجريه لإنقاذ "كوماناف" سنة 2010، و يتابع الإبراهيمي بتهمة تشجيع على إضرابات تخدم مصالح خارجية، إذ يتهم المعتقلون في هذا الملف و ضمنهم موظف بديوان عباس الفاسي بالتجسس، وتسريب معلومات حول القرارات الحكومية للإبراهيمي الذي يعمد بمعية نقابيين من الاتحاد المغربي للشغل الى استغلالهم.
و تمت مواجهة الإبراهيمي بتسجيلات هاتفية عدة التقطت له بأمر من النيابة العامة لعدة شهور، عليها مكالمات مع نقابيين وأطراف أخرى، تكشف عن وجود مؤامرة يقودها الإبراهيمي وآخرون ضد شركتي "كوماريت" و"كوماناف فيري"، الغرض منها إفشال جهود حكومية لإيجاد حل لأزمة النقل البحري عن طريق تنظيم إضرابات مخدومة في الشركتين، وفي الموانئ، من أجل تعطيل حركة النقل البحري، ولدفع علي عبد المولى، صاحب الشركتين المذكورتين، إلى إعلان الإفلاس، ومن ثمة بيعها بأثمان زهيدة على أساس انها "خردة" في الوقت الذي ما زالت صالحة، وتؤكد المصادر ان بعض البواخر تم بيعها بالطريقة نفسها لاتزال تعمل حاليا في دول أوربية منها فرنسا، وحددت إحدى فضائح الإبراهيمي في بيع باخرة على أساس انها متهالكة إلى الصين الشعبية وكان سعر بيعها اقل بكثير من تكلفة نقلها إلى الصين، وهو الأمر الذي ضيع ملايير السنتيمات على الشركة.
و يعرض يومه الثلاثاء توفيق الإبراهيمي و ستة آخرون، على أنظار قاضي التحقيق، الذي يستمع إليهم مجددا قبل إحالتهم على الوكيل العام للملك بالرباط ليقرر في الملف، و يرجح أن يتم إدماج الملفين المنفصلين "كوماناف" و "كوماريت فيري" في ملف واحد بعد انتهاء التحقيقات، ويمكن أن تتناسل التهم و كذلك عدد المتابعين.