شعب بريس- محمد بوداري عندما تطرقنا إلى موضوع تداول أوراق امتحانات البكالوريا على شكل واسع من خلال الموقع الاجتماعي فايسبوك، وأدرجنا نسخة لامتحان مادة الفيزياء صباحا، فوجئنا ببلاغ وزارة التربية الوطنية ينفي تلك الاخبار التي تتحدث عن التسريبات معتبرا ذلك لا اساس له من الصحة.
وقد نفى البلاغ ان تكون الاسئلة قد ادرجت في الفايسبوك باستثناء ما حصل لتلميذ لاذ بالفرار من مؤسسة تعليمية بالرباط وهو المسؤول عن الصفحة التي نشرت ذلك في الفايسبوك، إلا اننا فوجئنا بإدراج مادة اللغة الثانية(الانجليزية الاسبانية والألمانية) عبر نفس الصفحة، وتسائلنا عن مصدر تلك الاوراق وقمنا بنشرها بعد الزوال.
ومحاولة منا لاستجلاء الامر اتصلنا في المساء ببعض المرشحين للباكلوريا وقمنا بإجراء مقارنة بين الأسئلة التي نشرت على الفايسبوك والأسئلة التي طرحت في امتحانات الفيزياء واللغة الثانية فتبين لنا ان الامر يتعلق فعلا بأسئلة امتحانات حقيقية. وفوجئنا صباح اليوم بإدراج مادة الرياضيات على نفس الصفحة الفايسبوكية وذلك على الساعة الثامنة و 12 دقيقة أي بمجرد توزيع الاوراق وبالتالي فالأمر يتعلق بتسريبات عبر الهواتف النقالة المتوفرة على انترنيت 3 G وهو ما يطرح إشكالية مدى نجاعة الاجراءات الاحترازية التي اعلنت عنها الوزارة بشأن منع إدخال جميع الهواتف وما إلى ذلك.. الامر يتعلق بمصيبة كبيرة وعندما نتحدث عن التسريبات فليس تلك التي تحدث عنها بلاغ وزارة التربية الوطنية والمتعلقة بإخراج الورقة من داخل القاعة كما كان عليه الشأن في السابق، إننا امام استعمال لتقنيات الاتصال المتطورة وذلك بتسريب الامتحانات بشكل افتراضي وليس مادي كما هو معهود، لقد تغير العالم يا سادة، لقد قامت الثورات وأسقطت انظمة كانت غاية في القهر والاستبداد وليس ببلاغات التكذيب يمكن محاربة هذه الظاهرة التي لا مجال لإخفائها بمجرد بلاغات وبيانات تكذيبية.