اضيف ما حكاه لي صديقي ابو طارق رحمه الله، ابن عم محمود درويش الذي كان في وقت من الاوقات في قيادة الجبهة الشعبية، عن المفاجأة التي شعر بها الفلسطينيون حين رأوا قوات الاحتلال تتصرف بعنف زائد في حارة المغاربة بعد احتلال القدس، حيث دمروا تراثا مغربيا من أجل الكشف عما صار يعرف بحائط المبكى الذي كرس كخرافة من الخرافات الصهيونية، الى جانب هيكل سليمان الذي أكد باحثون اركيولوجيون اسرائيليون انه مجرد خرافة أيضا. وأضيف كذلك ان الكردي صلاح الدين الايوبي لم يكن ليوجد في التاريخ لولا تبنيه وتعليمه وتهييئه من طرف المغربي سيد البدوي، الذي اقيم له مقام مشهور في مصر الشقيقة. حنان عشراوي التي حظيت باحترامنا ودعمنا تطعننا كما طعننا آخرون تولينا الدفاع عنهم. أقول لها حساباتك سيدتي، وانت الجامعية، خاطئة ولا ربح فيها للقضية الفلسطينية التي تعرفين مكانتها لدى الشعب المغربي. المغرب لم يقايض كما يحاول ان يُروِّج لذلك الخصوم، لانه اكد على مواقفه الثابتة من الدولة الفلسطينيةوالقدس وشروط السلام العادل، وإنما تصرف بما يخدم مصلحة وطنية عليا تتمثل في وحدة ترابه الوطني وشعبه دون إلحاق اي ضرر باي جهة، وانتم، ما دمت جزء من السلطة الفلسطينية، ألم تعيدوا العلاقات مع المحتل؟ ألم تستأنفوا معه التعاون السياسي والأمني والمالي في الأيام الاخيرة؟ ولا مؤاخذة لكم على ذلك في ظل تقدير الظروف المحيطة بكم والتحديات التي تواجهكم. في كل مرة تأتينا طعنة من فلسطيني نحس اننا نتعرض لنوع من الغذر، لكننا نظل متشبثين بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني ولا نقايض المواقف، فقط نطلب أن تتوقف هذه المزايدات المعروف انها تقوم على نظرة تعتبر المغرب حائطا قصيرا وان بعض الكلام المطلوب على عواهنه يمكن ان يحرض المغاربة على الاقتتال فيما بينهم حول فلسطين. هذا غير وارد، لأن البناء المغربي متين رغم كل شيء وخلافاتنا الداخلية تدور حول كيفية جعله أكثر متانة بالديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، في ظل دولة المؤسسات، وتدور في إطار الحرص على الحراك السلمي السياسي والاجتماعي، فلا علاقة لنا بتجارب العنف والعنف المضاد التي أدّت الى ما أدّت إليه ويمكن أن تؤدي اليه في البلدان الحديثة العهد بالدولة.