في مسجد عشوائي، بحي عشوائي، طبعت العشوائية الشبقية تصرفات فقيه ملتحي ادعى الورع والتقوى طويلا، تجاه طفلة صغيرة لا تتجاوز ربيعها السادس.
بمنطقة الهراويين، التي لا تتوقف الأنباء الواردة منها هذه الأيام عن كشف حجم البؤس والهشاشة، تعود هذا الفقيه على استمالة الصغيرة إلى موقعه، وزادت مع هذا الإقدام البشع نسب الشكوك حول المعنى وراء تردده مع الصغيرة إلى داخل المسجد في أوقات متباعدة بين الصلوات.
والدة الصغيرة، كانت المصدر الأول لهذه الشكوك، وقد ترجمتها إلى مخاوف وتوجسات عبرت عنها صراحة إلى الجيران والمعارف. من هنا انطلقت عملية مراقبة جماعية و دقيقة لتصرفات الفقيه، انتهت بضبطه متلبسا بالجرم المشهود.
انتهت متاعب الصغيرة، التي من المؤكد أنها لم تكن تدري حجم البشاعة الممارسة عليها في داخل مسجد لهراويين العشوائي، بعدما حاصر حشد من الشباب، غالبيتهم العظمى من سكان المحيط القريب لبيت الطفلة.
المسجد عندما كان الفقيه بداخله رفقة الطفلة، من الخارج سمع المعني بالأمر وابلا من الشتائم والتوعدات والأوصاف الحاطة من الكرامة، فلم يجد بدا من الخروج على الملأ وفي يده الطفلة التي ظلت عيناها الصغيرتان تبحثان عن معنى لكل هذه الجلبة في الخارج، وعن السر وراء الغيظ المتقد في عيون الناس ضد الفقيه.
عندها أدرك أن كل شيء انتهى، وأن عليه من الآن مواجهة قدره التعيس أمام أعين الناس جميعا.
شهود عيان نقلوا كل الوقائع في تلك الظهيرة القائظة حرا بعد زوال الاثنين الماضي.
وقال مقرب من الضحية إن الصغيرة أخبرت يوما أباها، بكل التلقائية الموضوعة في نفوس البريئين ممن هم في سنها، بأن فقيه المسجد يصطحبها بين الفينة والأخرى إليه، ويقوم ببعض «الخربشات» في جسدها الصغير.
غير أن ثقة أهل المنطقة في الفقيه و احترامهم لدوره الديني والاجتماعي لم يسمح لهم بمجال كبير للمناورة ضده.
بعد سقوطه في أيدي الشباب المتجمع حوله، تم استدعاء عناصر الدرك الملكي للهراويين التي ألقت القبض على المشتبه به في اغتصاب الفتاة الصغيرة، وأحالته على أنظار الوكيل العام للملك في اليوم الموالي، للنظر في قضيته.